للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دار الحديث البهائية، ثم قدم القاهرة في الدولة الناصرية وحصل له بها حظ عظيم [١] وجاه كبير، وسماع كلمة، وأقبل عليه الطلبة لأجل الجاه، وأقرأ «الحاوي» و «الكشّاف» ثم طال الأمر، فاقتصر على «الكشّاف» وكان ماهرا في إقرائه إلّا أنه بطيء العبارة جدا بحيث يمضئ قدر درجة حتى ينطق بقدر عشر كلمات، وكانت مشاركة في العلوم العقلية مع اطراح التكلّف، وكان يمشي في السّوق، ويتفرج في الحلق في بركة الرطلي وغيرها، وكانت له ابنة ماتت أمّها فصار يلبسها بزيّ الصّبيان ويحلق شعرها. ويسمّيها سيدي علي، وتمشي معه في الأسواق، إلى أن راهقت، وهي التي تزوجها الهروي فحجبها بعد ذلك.

وتوفي في العشر الأخير من ربيع الأول وقد جاوز السبعين. قاله ابن حجر.

وفيها صلاح الدّين يوسف [بن أحمد بن غازي] ابن أخي الملك العادل سليمان [٢] .

قال البرهان البقاعي: كان إماما، عالما، صالحا، ذكيا جدا، زاهدا، حتى قال شيخنا: ما رأيت مثله، وكان قد عرفت نفسه عن الدّنيا فتركها، ورحل إلى القاهرة لقصد الاشتغال بالعلم، ثم التوجه إلى بعض الثّغور للجهاد، فاخترمته المنية في الطّاعون.

وفيها يوسف بن عبد الله المارديني الحنفي [٣] .

قدم القاهرة، ووعظ الناس بالجامع الأزهر، وحصّل كثيرا من الكتب، مع لين الجانب والتواضع والخير والاستحضار لكثير من التفسير والمواعظ.

توفي بالطّاعون وقد جاوز الخمسين، وخلّف تركة جيدة [٤] ورثها أخوه أبو بكر، ومات بعده بقليل.


[١] لفظة «عظيم» لم ترد في «ط» .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٩٣) وما بين الحاصرتين زيادة منه، و «الأعلام» (٨/ ٢١٥) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٢٥١) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٣١٩) .
[٤] كذا في «ط» و «إنباء الغمر» : «جيدة» وفي «آ» : «جليلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>