للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وأخذ الفقه عن الخطيب جلال الدّين، والحديث عن عماد الدّين بن بردس، وغيرهما، واشتغل بدمشق على ابن الشّريشي، والزّهري، وغيرهما، ومهر، وتصدّى للإفتاء والتدريس ببلده من أول سنة إحدى وثمانين وهلم جرا، وولى قضاء بلده مرارا فحمدت سيرته، وكان كثير البرّ للطلبة، سليم الباطن، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وله أوراد وعبادة، وانتهت إليه رئاسة الفقه ببلده إلى أن توفي في جمادى الآخرة.

وفيها جمال الدّين يوسف بن الشيخ إسماعيل الأنبابي [١] .

قال ابن حجر: ابن القدوة إسماعيل. أخذ الكثير عن شيوخنا، وقرأ في الفقه، والأصول، والعربية، وأكثر جدا، ثم انقطع بزاوية أبيه بأنبابة، وأحبه الناس واعتقدوه، وحجّ مرارا، وكان يذكر لنفسه نسبا إلى سعد بن عبادة، ومات في شوال وخلّف مالا كثيرا جدا. انتهى.

وفيها السلطان قرا يوسف بن محمد قرا التّركماني [٢] ملك العجم.

كان في أول أمره من التركمان الرحّالة النزّالة، فتنقلت به الأحوال إلى أن استولى بعد اللّنك على عراق العرب والعجم، ثم ملك تبريز، وبغداد، وماردين، وغيرها، واتسعت مملكته، وكان ينتمي إلى أحمد بن أويس، وتزوج أحمد أخته، ثم وقع بينهما، وتقابلا، فهرب أحمد منه، فملك بغداد سنة خمس وثمانمائة، فأرسل إليه اللّنك عسكرا، فهرب إلى دمشق، واجتمع مع أحمد بن أويس وتصالحا، ثم تنقلت به الأحوال إلى أن قتل مرزاشاه بن اللّنك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة، واستبدّ بملك العراق، وسلطن ابنه محمد شاه ببغداد، ثم نهب سنجار، والموصل، وأوقع بالأكراد، واختلف الحال بينه وبين شاه رخ، ثم تصالحا وتحالفا وتصاهرا، ثم انتقض الصّلح سنة سبع عشرة وتحاربا. وفي سنة إحدى وعشرين سبى أهل عنتاب، وقتل، وأسر، وأفحش في القتل والسّبي بحيث أبيع


[١] ترجمته في «طبقات ابن قاضي شهبة» (٤/ ١٤٦) و «إبناء الغمر» (٧/ ٤٠٤) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٣٠٢) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٣٩٧) و «الضوء اللامع» (٦/ ٢١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>