للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الحافظ جمال الدّين أبو المحاسن محمد بن موسى بن علي بن عبد الصّمد بن محمد بن عبد الله المراكشي الأصل ثم المكي [١] .

ولد في ثالث رمضان سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وحفظ القرآن العظيم، وأجاز له وهو صغير قبل التسعين وبعدها أبو عبد الله بن عرفة، وتقي الدّين بن حاتم، وناصر الدّين بن الميلق، وجماعة، وتفقه، وحبّب إليه، الطلب، فسمع بمكة على مشايخ مكّة، كابن صديق ومن دونه، وعلى القادمين عليها، وأخذ علم الحديث عن الشيخ جمال الدّين بن ظهيرة، والحافظ تقي الدّين الفاسي، والحافظ صلاح الدّين الأقفهسي، وتخرّج به في معرفة العالي والنّازل، ورحل إلى الدّيار المصرية، فسمع من شيوخها، ثم رحل إلى الشام، فأدرك عائشة بنت عبد الهادي خاتمة أصحاب الحجّار، وجال في رحلته، فسمع بحلب، وحماة، وحمص، وبعلبك، والقدس، والخليل، وغزّة، والرّملة، والإسكندرية، وغيرها، ورجع وقد كمل معرفته، وخرّج لغير واحد من مشايخه، وعمل تراجم مشايخه فأفاد، وخرّج لنفسه «أربعين» متباينة لكن لم يلتزم فيها السماع، ورحل إلى اليمن، فسمع بها، ومدح الناصر أحمد فأجازه وولّاه مدرسة هناك، فأقام بتلك البلاد، وصار يحجّ كل سنة، وكان حافظا، ذا مروءة وقناعة وصبر على الأذى، باذلا لكتبه [٢] وفوائده، موصوفا بصدق اللهجة وقلّة الكلام.

قدم في هذه السنة حاجّا فعاقهم الرّيح، فخشي فوات الحجّ، فركب البحر، وأجهد نفسه، فأدرك الحجّ لكنه توعك، واستمرّ مريضا إلى أن مات بمكة في ثامن عشر ذي الحجّة ودفن بالمعلاة.

وفيها القاضي شرف الدّين أبو الفتح موسى بن محمد بن نصر البعلبكي، المعروف بابن السّقيف- تصغير سقف- الشافعي [٣] .


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٤٠١) ، و «الضوء اللامع» (١٠/ ٥٦) و «العقد الثمين» (٢/ ٣٦٤) .
[٢] في «آ» : «كتبه» .
[٣] ترجمته في «طبقات ابن قاضي شهبة» (٤/ ١٤٢) ، و «إنباء الغمر» (٧/ ٤٠٣) ، و «الضوء اللامع» (١٠/ ١٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>