للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطاب البقاعي [١] الفاري- بالفاء والراء الخفيفة- نسبة إلى قرية بالبقاع تسمّى بيت فار- الدمشقي الشافعي.

ولد سنة سبع وستين وسبعمائة، وحفظ «التمييز» وغيره، واشتغل على والده، وعلى النّجم ابن الجابي، والشريشي، وغيرهم، ونشأ هو وأخوه عبد الله على خير وتصون، ودرّس في حياة أبيه بالعادلية الصّغرى، واستمرت بيده إلى أن مات، ودرّس بعد أبيه بالشامية البرّانية، وولي إفتاء دار العدل، وناب في الحكم مدة طويلة، وولّاه الأمير نوروز القضاء باتفاق الفقهاء عليه بعد موت الأخنائي، فباشره مباشرة حسنة، فلما غلب المؤيد على نوروز صرفه ولم يعزله بسوء، فلزم الشباك الكمالي بجامع دمشق يفتي، وبالشامية يدرّس، وكان حسن الرأي والتدبير، ديّنا له حظ من عبادة إلّا أنه لم يكن مشكورا في مباشرة الوظائف، وكان عاقلا، ساكنا، كثير التّلاوة، يقوم اللّيل، كثير الأدب والحشمة، طاهر اللّسان.

توفي في أحد الرّبيعين. قاله ابن حجر.

وفيها قتل أبو سعيد عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الخالق المريني [٢] .

قتله مدبر مملكته عبد العزيز الكناني، وقتل إخوته وأولاده وأكابر البلد وأبطالها وشيوخها، وكانت فتنة كبيرة انقطعت فيها دولة بني مرين من فاس، وأقام محمد بن أبي سعيد في المملكة، واستبدّ هو بتدبير الأمور، فسبحان من لا يزول ملكه.

وفيها شمس الدّين محمد بن إبراهيم البوصيري الشافعي [٣] .

قال ابن حجر: كان خيّرا، ديّنا، كثير النّفع للطلبة، يحج كثيرا ويقصد الأغنياء لنفع الفقراء وربما استدان للفقراء على ذمته ويوفي الله عنه، وكانت له عبادة، وتؤثر عنه كرامات.


[١] ترجمته في «طبقات ابن قاضي شهبة» (٤/ ١١٦) و «إنباء الغمر» (٧/ ٤٤٢) و «الضوء اللامع» (٥/ ٩٦) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٤٢٧) و «الضوء اللامع» (٥/ ١٢٤) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٤٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>