للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخفّة، وكان قصيرا جدا كبير اللّحية أسودها، مليح الشكل، يتكلم بأعلى حسّه، وفي صوته بحة، شنعة، كثير التعصب لمذهب الحنفية، يريد أن لا يدع أحدا من الفقهاء غير الحنفية. قاله في «المنهل الصّافي» .

وفيها جلال الدّين عبد الرحمن بن شيخ الإسلام سراج الدّين عمر بن رسلان البلقيني [١] الشافعي.

ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وأمه بنت القاضي بهاء الدّين بن عقيل النّحوي، ونشأ بالقاهرة، وحفظ القرآن وعدة متون في عدة علوم، وتفقه بوالده وغيره، وبرع في الفقه، والأصول، والعربية، والتفسير، والمعاني، والبيان، وأفتى، ودرّس في حياة والده، وتولى قضاء العسكر بالدّيار المصرية في حياة والده أيضا.

قال المقريزي: لم يخلّف بعده مثله في كثرة علومه بالفقه وأصوله، والحديث، والتفسير، والعربية، والنّزاهة عما ترمي به قضاة السوء. انتهى.

وممن أثنى عليه جلال الدّين بن ظهيرة المكّي، وأنشد فيه لنفسه:

هنيئا لكم يا أهل مصر جلالكم ... عزيز فكم من شبهة قد جلا لكم

ولولا اتّقاء الله جلّ جلاله ... لقلت لفرط الحبّ جلّ جلالكم

وقال ابن تغري بردي، بعد أن أثنى عليه أحسن الثناء: وأنا أعرف به من غيري فإنه كان تأهل بكريمتي، وما نشأت إلّا عنده، وقرأت عليه غالب القرآن الكريم، وكان إذا توجه إلى منتزه يأخذني صحبته إلى حيث سار، فإذا أقمنا بالمكان يطلبني ويقول: اقرأ الماضي من محفوظك فأقرأ عليه ما شاء الله أن أقرأه.

وتوفي ليلة الخميس بعد العشاء الآخرة بساعة الحادي عشر من شوال.

وفيها تاج الدّين أبو نصر عبد الوهاب بن أحمد بن صالح بن أحمد بن


[١] ترجمته في «طبقات ابن قاضي شهبة» (٤/ ١١٢) و «إنباء الغمر» (٧/ ٤٤٠) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٠٦) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٠٣) و «النجوم الزاهرة» (١٤/ ٢٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>