للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحرف عن طريقته، وحطّ على ابن تيميّة [١] ، وبالغ في ذلك، وتلقى ذلك عنه الطلبة بدمشق، وثارت بسبب ذلك فتن كثيرة، وكان يميل إلى التقشف ويبالغ في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وللناس فيه اعتقاد زائد، ولخّص «المهمات» في مجلد، وكتب على «التنبيه» .

قال القاضي تقي الدّين الأسدي: كان خفيف الرّوح، منبسطا، له نوادر، ويخرج إلى النّزه ويبعث الطلبة على ذلك، مع الدّين المتين، والتّحري في أقواله وأفعاله، وتزوّج عدة نساء، ثم انقطع وتقشّف وانجمع، وكل ذلك قبل القرن [٢] ثم ازداد بعد الفتنة تقشّفه وانجماعه، وكثرت مع ذلك أتباعه، حتّى امتنع من مكالمة الناس، ويطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات، وله في الزّهد والتّقلّل من الدنيا حكايات تضاهي ما نقل عن الأقدمين، وكان يتعصب للأشاعرة، وأصيب في سمعه وبصره فضعف، وشرع في عمارة رباط داخل باب الصغير، فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم، ثم شرع في عمارة خان السّبيل ففرغ في مدة قريبة، وكان قد جمع تآليف كثيرة قبل الفتنة، وكتب بخطّه كثيرا في الفقه والزّهد.

وقال السخاوي: شرح «التنبيه» و «المنهاج» وشرح «مسلم» في ثلاث مجلدات، ولخص «المهمات» في مجلدين، وخرّج أحاديث «الإحياء» مجلد [٣] وشرح «النواوية» مجلد، و «أهوال القيامة» مجلد، وجمع «سير نساء السّلف العابدات» مجلد، و «قواعد الفقه» مجلد، و «تفسير القرآن إلى الأنعام» آيات متفرقة مجلد، و «تأديب القوم» مجلد، و «سير السالك» مجلد، و «تنبيه السالك على مضار [٤] المهالك» ست مجلدات، و «شرح الغاية» مجلد، و «شرح النهاية»


[١] لفظة «تيمية» سقطت من «آ» .
[٢] أي قبل دخول القرن التاسع الهجري.
[٣] قلت: لم أعثر على ذكر لكتابه المذكور عند السخاوي في «الضوء اللامع» ولكن ذكره ابن قاضي شهبة في «طبقاته» في معرض حديثه عن مؤلفاته ولعل المؤلف قد نقل عنه وعزا النقل للسخاوي.
والله أعلم.
[٤] في «ط» : «مظان» وما جاء في «آ» موافق لما عند ابن قاضي شهبة والسخاوي، وفي اسم الكتاب اختلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>