للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسعين، وجرت له كائنة مع الباعوني هو والغزّي وغيرهما، فضربهم وطوّفهم، وسجنوا بالقلعة، وذلك في رمضان سنة خمس وتسعين، ثم حجّ سنة تسع وتسعين، وجاور وولي قضاء حماة مرتين، ثم قضاء الشام مرارا.

وقال في «المنهل» : ثم طلب لقضاء الدّيار المصرية فامتنع، ولما كانت دولة الأشرف برسباي طلبه إلى الديار المصرية وخلع عليه باستقراره في كتابة السرّ في حادي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وباشر ذلك بتجمّل وحرمة وافرة وعدم التفات إلى رفقته من مباشري الدولة، فعمل عليه بعضهم حتّى عزل وأخرج من القاهرة على وجه شنع في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين إلى دمشق، ثم جهّز إليه تقليد بقضاء دمشق، فباشر، وكان حاكما، صارما، مقداما، رئيسا، فاضلا، ذا حرمة وإحسان لأهل العلم والخير، واستمر قاضيا إلى أن قتل ببستانه في النّيرب خارج دمشق، ولم تدر زوجته إلّا وهو يضطرب في دمه، وذلك في ليلة الأحد مستهل ذي القعدة ولم يعرف قاتله.

وفيها فتح الدّين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن ختلوا الحلبي ابن الشّحنة [١] أخو العلّامة محبّ الدّين الحنفي.

كان أصغر سنا من أخيه، واشتغل كثيرا في الفقه، وناب عن أخيه في الحكم، ثم تحوّل بعد الفتنة العظمى مالكيا، وولي القضاء، ثم عزل، وحصل له نكد لاختلاف الدول، ثم عاد إلى القضاء مرارا.

قال القاضي علاء الدّين الحلبي: رافقته في القضاء، وكان صديقي وصاحبي وعنده مروءة وحشمة، وأنشد له من نظمه:

لا تلوموا الغمام إن صبّ دمعا ... وتوالت لأجله الأنواء

فاللّيالي أكثرن فينا الرّزايا ... فبكت رحمة علينا السّماء


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (٤/ ١٥٠) و «إنباء الغمر» (٨/ ١٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>