للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها تاج الدّين أبو عبد الله محمد بن المحدّث عماد الدّين إسماعيل بن محمد بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكي الحنبلي [١] .

ولد يوم السبت تاسع عشري جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة ببعلبك، وسمع من والده، وأسمعه أيضا من عدة، منهم أبو عبد الله بن الخبّاز.

سمع منه «صحيح مسلم» و «جزء ابن عرفة» وهو آخر من حدّث عنه. وسمع من أبي عبد الله محمد بن يحيى بن السعر جميع «مسند الإمام أحمد» وتفرّد برواية «المسند» عنه ومن ابن الجوخي، وابن أميلة، وجماعة من أصحاب ابن البخاري، وحدّث، ورحل الناس إليه، وانتفع به جماعة، منهم الشيخ تقي الدّين بن قندس، وكان ملازما للاشغال في العلم ورواية الحديث، ولا يخلّ بتلاوة القرآن، مع قراءته لمحفوظاته، وكان طلق الوجه، حسن الملتقى، كثير البشاشة، ذا فكاهة ولين، مع عبادة وصلاح وصلابة في الدّين، مبالغا في حبّ الشيخ تقي الدّين بن تيميّة، وكان كثير الصّدقة سرّا، ملازما لقيام الليل، وله نظم ونثر، ومن نظمه ما كتب على استدعاء إجازته لجماعة:

أجزت للإخوان ما قد سألوا ... مولاهم ربّ العلى في الأثر

وذاك بالشّرط الّذي قرّره ... أئمّة النّقل رواة الأثر

وتوفي ببعلبك في شوال.

وفيها بدر الدّين محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الأصل البشتكي [٢] .

كان أبوه فاضلا، فنزل بخانقاه بشتاك الناصري، فولد له بدر الدّين هذا بها، وكان جميل الصّورة، فنشى محبّا في العلم، وحفظ القرآن وعدة مختصرات، وتعانى الأدب فمهر فيه، ولازم ابن أبي حجلة، وابن الصّايغ، ثم قدم ابن نباتة فلازمه، ثم رافق جلال الدّين بن خطيب داريّا، وأخذ عن البهاء السّبكي وغيره.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ١٣٣) و «الضوء اللامع» (٧/ ١٤٢) و «السحب الوابلة» ص (٣٦٤) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ١٣٢) و «الضوء اللامع» (٦/ ٢٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>