للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأجاز له بإفادة الشيخ نجم الدّين المرجاني ابن عوض، وابن السّلار، وابن المحبّ، وجماعة من الدماشقة، وعني بالحديث، فسمع بعد التسعين من جماعة ببلده، ورحل إلى القاهرة والشام مرارا، وولي قضاء بلده للمالكية، وهو أول مالكي ولي القضاء بها استقلالا، وصنّف «أخبار مكة» و «أخبار ولاتها» و «أخبار من نبل بها من أهلها وغيرهم» عدة مصنّفات طوال وقصار، وذيّل على «العبر» للذهبي، وعلى «التقييد» لابن نقطة، وعمل «الأربعين المتباينة» و «فهرست مروياته» وكان لطيف الذات، حسن الأخلاق، عارفا بالأمور الدينية والدنيوية، له غور [١] ودهاء، وتجربة وحسن عشرة، وحلاوة لسان، يجلب [٢] القلوب بحسن عبارته ولطيف إشارته.

قال ابن حجر: رافقني في السماع كثيرا بمصر، والشام، واليمن، وغيرها، وكنت أوده وأعظمه وأقوم معه في مهماته، ولقد ساءني موته وأسفت على فقد مثله، فلله الأمر، وكان قد أصيب ببصره، وله في ذلك أخبار، ومكن من قدحه فما أطاق ذلك ولا إفادة. انتهى.

ومن مصنّفاته «العقد الثمين في أخبار البلد الأمين» [٣] و «غاية المرام في أخبار البلد الحرام» .

وتوفي بمكة في رابع شوال.

وفيها ناصر الدّين محمد بن عبد الوهاب بن محمد البارنباري- بالباء الموحدة، وبعد الألف راء، ثم نون، ثم موحدة، نسبة إلى بارنبار قرية قرب دمياط- الشافعي النحوي [٤] .


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «تمور» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[٢] في «ط» : «يخلب» .
[٣] طبع في مصر على مراحل وحقق الجزء الأولى منه الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي، والأجزاء الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع الأستاذ فؤاد سيد، والجزء الثامن د. محمود محمد الطناحي، وهي طبعة جيدة، لكنها بحاجة ماسة إلى فهارس مفصلة تلحق بها لكي يتم الانتفاع بالكتاب على أكمل وجه.
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ١٨٩) و «الضوء اللامع» (٨/ ١٣٨) و «بغية الوعاة» (١/ ١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>