للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتغل على عمّه ولازم طريقته في العبادة والتجرّد، ودرّس بالشامية، وقام في عمارة البادرائية، وكان شديد التعصب على الحنابلة.

وتوفي في ربيع الأول.

وفيها شمس الدّين محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرّومي بن الفنري- بالفاء والراء المهملة، بالنسبة إلى صنعة الفنيار- الحنفي [١] .

قال السيوطي: كان عارفا بالعربية، والمعاني، والقراآت. كثير المشاركة في الفنون.

ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وأخذ عن العلّامة علاء الدّين الأسود شارح «المغني» والجمال محمد بن محمد بن محمد الأقصرائي ولازم الاشتغال، ورحل إلى مصر، وأخذ عن الشيخ أكمل الدّين وغيره، ثم رجع إلى الرّوم فولي قضاء برصة، وارتفع قدره عند ابن عثمان جدّا. واشتهر ذكره، وشاع فضله، وكان حسن السّمت، كثير الفضل والإفضال غير أنه لعّاب بنحلة ابن العربي وبإقراء «الفصوص» ولما دخل القاهرة لم يتظاهر بشيء من ذلك، واجتمع به فضلاء العصر، وذاكروه وباحثوه، وشهدوا له بالفضيلة، ثم رجع. وكان قد أثرى، وصنّف في الأصول كتابا. أقام في عمله ثلاثين سنة، واقرأ العضد نحو العشرين مرة، وأخذ عنه ولازمه شيخنا العلّامة [٢] محيي الدّين [٢] الكافيجي، وكان يبالغ في الثناء عليه ومات في رجب. انتهى كلام السيوطي.

وفيها محمد بن الشيخ بدر الدّين الحمصي المعروف بابن العصياني [٣] .

قال ابن حجر: اشتغل كثيرا، وكان في أول أمره جامد الذهن، ثم اتفق أنه سقط من مكان فانشق رأسه نصفين، ثم عولج فالتأم، فصار حفظة، ومهر في العلوم العقلية وغيرها، وكان يرجع إلى دين، وينكر المنكر، ويوصف بحدّة ونقص عقل.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٤٣) و «بغية الوعاة» (١/ ٩٧) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين سقط من «ط» .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (١/ ٢٤٨) و «الضوء اللامع» (٦/ ٢٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>