للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مفوّها، عارفا بالعربية وغيرها. وولي مشيخة الشيخونية.

وتوفي يوم الخميس ثالث ربيع الآخر، وقد قارب السبعين.

وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن محمد القزويني الشافعي، المعروف بالحلّالي [١]- بمهملة ولام مشددة- من أهل جزيرة ابن عمر، وهو ابن أخت العالم نظام الدّين عالم بغداد.

ولد سنة بضع وسبعين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وغيره، وبرع في الفقه، والقراءات، والتفسير، وحجّ، وقدم حلب لزيارة القدس فزاره، ثم رجع إلى حلب، وهو في سنّ الكهولة، فظهرت فضائله، ودخل القاهرة في سنة أربع وثلاثين، وأخذوا عنه، ثم رجع، فلما وصل إلى بلده مات بعد أربعة أشهر.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الرحيم بن محمد المنهاجي الشافعي، المعروف بسبط ابن اللّبان [٢] .

ولد بعد السبعين وسبعمائة، واشتغل قديما، فأخذ عن العزّ ابن جماعة، وشمس الدّين بن القطّان، ومشايخ العصر.

قال ابن حجر: قرأ على ابن القطّان البخاري بحضوري، وقرأ عليّ ترجمة البخاري يوم الختم، وتعانى نظم الشعر فمهر فيه، ومهر في الفقه والأصول، وعمل المواعيد، وشغل الناس [٣] ولزم بأخرة جامع عمرو بن العاص يقرأ فيه الحديث والمواعيد، ويشغل الناس [٣] ، وكان واسع المعرفة بالفنون، حجّ في هذه السنة من البحر فسلم ودخل مكّة في شهر رجب فجاور إلى زمن إقامة الحجّ، فحجّ وقضى نسكه، ورمى جمرة العقبة، ثم رجع فمات بمنى قبل أن يطوف طواف الإفاضة.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٩٠) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٥٤) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٩٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ١٣٣) و «الضوء اللامع» (٨/ ٤٩) .
[٣، ٣] ما بين الرقمين سقط من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>