للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصرت من خصره وريقته ... أهيم بين الفرات والرّقّة

ومنه وقد بدا به مرضه الذي مات فيه وكان بردية وسخونة:

برديّة برّدت عظمي وطابقها ... سخونة ألّفتها قدرة الباري

فامنن بتفرقة الضّدّين من جسدي ... يا ذا المؤلّف بين الثّلج والنّار

وتوفي بحماة في خامس عشري شعبان على حالة حسنة.

وفيها شرف الدّين أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقرئ ابن علي بن عطية الشّاوري اليمني الشافعي [١] عالم البلاد اليمنية وإمامها ومفنّنها المعروف بابن المقرئ.

ولد سنة خمس وستين وسبعمائة بأبيات حسين وبها نشأ، وتفقه على الكاهلي وغيره، ثم انتقل إلى زبيد فأكمل تفقهه على العلّامة جمال الدّين شارح «التنبيه» وغيره، وبرع في العربية والفقه، وبرز في المنظوم والمنثور، وأقبل عليه ملوك اليمن، وولاه الأشرف صاحب اليمن تدريس المجاهدية بتعز والنّظامية بزبيد، ولما مات مجد الدّين الفيروزآبادي طمع المذكور في ولاية القضاء فلم يتم له، واستمرّ على ملازمة العلم والتصنيف والإقراء، ومن مصنّفاته «مختصر الروضة» للنووي سمّاه «الروض» و «مختصر الحاوي الصغير» وشرحه، وكتاب «عنوان الشّرف الوافي» وهو كتاب حسن لم يسبق إلى مثله يحتوي على خمسة فنون [٢] ، وفيه يقول بعضهم:

لهذا كتاب لا يصنّف مثله ... لصاحبه الجزء العظيم من الحظّ

عروض وتاريخ ونحو محقّق ... وعلم القوافي وهو فقه أولي الحفظ

فأعجب به حسنا وأعجب أنّه ... بطين من المعنى خميص من اللّفظ


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٣٠٩) و «الضوء اللامع» (٢/ ٢٩٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ١٠٩) وفيه: «إسماعيل بن محمد بن أبي بكر الحسيني» و «بغية الوعاة» (١/ ٤٤٤) و «البدر الطالع» (١/ ١٤٢) .
[٢] طبع عام (١٤٠٧ هـ) في مكتبة أسامة بمدينة تعز في اليمن، وهي طبعة أنيقة فاخرة لكنها تفتقر إلى التوثيق والفهرسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>