للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله مع ذلك النّظم الرائق، والنثر الفائق، ونظم «بديعية» على نمط «بديعية العز» الموصلي وشرحها شرحا حسنا التزم في «البديعية» في كل بيت تورية مع التورية باسم النوع البديعي، وعمل مرّة ما يتفرع من الخلاف في مسألة الماء المشمس فبلغت آلافا، وشهد بفضله علماء عصره، منهم ابن حجر، وقد اجتمع به بمكّة المشرّفة، وأنشده:

مدّ الشّهاب بن علي بن حجر ... سورا على مودّتي من الغير

فسور ودي فيك قد بنيته ... من الصّفا والمروتين والحجر

فأجابه ابن حجر بقصيدة أولها:

يا أيّها القاضي الذي مراده ... يأتي على وفق القضاء والقدر

ومن شعر ابن المقرئ:

يا من لدمع ما رقي وحبيبه ... ولوجد قلب ما انقضى ولهيبه

ومتيّم قد هذّبته يد الهوى ... بصحيح وجد غير ما تهذيبه

خانته مهجته فما تمشي على ... عاداته الأولى ولا تجريبه

وحشا تعسّفه الغرام وحلّه ... قسرا وليس بكفئه وضريبه

يا هند قد أضرمت من ذكر [١] الجفا ... في القلب ما لا ينطفي وغريبه

أنا من عرفت غرامه فاستخبري ... عن حال مأخوذ الحجا وسليبه

وتوفي بزبيد يوم الأحد آخر صفر.

وفيها عبد الله بن مسعود التّونسي المالكي الشيخ الجليل، المعروف بابن القرشيّة [٢] .

قال ابن حجر: أخذ عن والده، وقرأت بخطّه أن من شيوخه شيخنا بالإجازة أبا عبد الله بن عرفة، وقاضي الجماعة أبا العبّاس أحمد بن محمد بن جعدة وأبا


[١] في «آ» : «فكر» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٣١٥) و «الضوء اللامع» (٥/ ٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>