للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ستّ العيش أمّ عبد الله وأم الفضل عائشة بنت القاضي علاء الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الكاتبة الفاضلة الصّالحة الكنانية العسقلانية الأصل ثم المصرية الحنبلية، سبطة القلانسي [١] .

ولدت سنة إحدى وستين وسبعمائة، وحضرت على جدّها فتح الدّين القلانسي أكثر «العلامات» وغيرها، وسمعت من العزّ ابن جماعة، والقاضي موفق الدّين الحنبلي، وناصر الدّين الحراوي. ولها إجازة من محبّ الدّين الخلاطي وجماعة من الشاميين والمصريين، وأكثر عنها الطلبة آخرا، وكانت خيّرة تكتب خطا جيدا، وهي والدة القاضي عزّ الدّين ابن قاضي المسلمين برهان الدّين إبراهيم بن نصر الله الحنبلي.

وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله المروزي الأصل، نزيل القاهرة، المعروف بابن الخرّاط [٢] الأديب الشاعر موقّع الدّست.

ولد بحماة في سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وقدم مع والده إلى حلب فنشأ بها، واشتغل على والده وغيره في الفقه وغيره، ثم تولّع بالأدب، واشتهر، وأكثر من مدح أكابر أهل حلب، ومدح جكم بقصائد طنّانة فأجازه، واختصّ به ونادمه، ثم بعد إقامته بمصر مدح ملوكها ورؤساءها. وقدم أخوه شمس الدّين إلى القاهرة صحبة ابن البارزي، فسعى له في كتابة السرّ بطرابلس فوليها، ثم قدم الديار المصرية فقطنها، وقرّر في كتابة الإنشاء، وكانت بيده وظائف كثيرة. وولي قضاء الباب [٣] بعد والده، فاستمر معه إلى أن مات، واعتراه في آخر عمره انحراف بعد أن كان في غاية اللطافة والكياسة.

وتوفي ليلة الثلاثاء مستهلّ المحرم.


[١] ترجمتها في «إنباء الغمر» (٨/ ٤٣٨) و «الضوء اللامع» (٢/ ٧٨) و «أعلام النساء» (٣/ ١٨١) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٤٣٨) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٣٠) و «النجوم الزاهرة» (١٥/ ٢٠٥) .
[٣] الباب: بلدة كبيرة تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب. انظر «معجم البلدان» (١/ ٣٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>