للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجر، وابن ناصر الدّين حافظ دمشق، وغيرهما. ورحلت إليه الطلبة. وكان إماما، حافظا، بارعا مفيدا. سمع الكثير، وألّف التآليف المفيدة الحسنة، وكتب على «صحيح البخاري» وعلى «سيرة ابن سيّد الناس» وعلى كتاب «الشفا» للقاضي عياض. وصنّف «نهاية السول في رواية الستة الأصول» و «شرح سنن ابن ماجة» وذيّل على كتاب «الميزان» للذهبي.

وتوفي بحلب ضحى يوم الاثنين السادس والعشرين من شوال. انتهى.

وفيها [١] شهاب الدّين [١] أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن المادح المعروف بالقرداح [٢] الواعظ.

ولد سنة ثمانين وسبعمائة.

قال ابن حجر: كان [٣] قد انتهت إليه رئاسة الفنّ، ولم يكن في مصر والشام من يدانيه. وكان طيّب النّغمة، عازفا بالموسيقا، يجيد الأعمال ويتقنها، ولا ينشد غالبا إلّا معربا، ومهر في علم الميقات، وكان ينظم نظما وسطا. سمعت منه ومدحني مرارا، وكان يعمل الألحان وينقل كثيرا منها إلى ما ينظمه، فإذا اشتهر وكثر استعمل غيره، وهو أحد مفاخير الدّيار المصرية، ولم يخلّف بعده مثله.

وخلّف كتبا كثيرة تزيد على ألف مجلّد، وخلّف مالا جزيلا خفي غالبه على ورثته.

انتهى.

وفيها الملك الأشرف برسباي بن عبد الله أبو النصر الدّقماقي الظّاهر الجاركسي [٤] سلطان الدّيار المصرية، والبلاد الشامية، والأقطار الحجازية، الثاني والثلاثون من ملوك التّرك، والثامن من ملوك الجراكسة.


[١، ١] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ١٥) و «الضوء اللامع» (٢/ ١٤٢) وقال السخاوي: «ويعرف بابن القرداح، وربما قيل له القرداح بضم القاف ومهملات وهو لقب أبيه» .
[٣] لفظة «كان» لم ترد في «ط» .
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ١٦) و «النجوم الزاهرة» (١٥/ ٢١٠) و «الدليل الشافي» (١/ ١٨٦) و «الضوء اللامع» (٣/ ٨) و «لطائف أخبار الأول فيمن تصرف بمصر من أرباب الدول» ص (١٣٤- ١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>