للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنين لا تزيد ولا تنقص. وكان يحصل له وجد عظيم عند السّماع فيتكلم بغرائب من العلوم والمعارف والحقائق. انتهى.

وفيها القاضي تاج الدّين أبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر الطرابلسي الحنفي [١] .

سمع على ابن منّاع الدمشقي بعض الأجزاء الحديثية بسماعه من عيسى المطعم. وسمع على البرهان الشامي وغيره، وحدّث قليلا، وناب في الحكم عن أخيه أمين الدّين [٢] وغيره، وولي إفتاء دار العدل، وكان يصمم في الأحكام ولا يتساهل كغيره، وأقعد في أواخر عمره، وحصلت له رعشة، ثم فلج فحجب، وأقام على ذلك إلى أن مات ليلة الثاني والعشرين من المحرّم.

وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن مصلح الدّين موسى بن إبراهيم الرّومي الحنفي، الشيخ الإمام العلّامة [٣] .

ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وكان فقيها، بارعا، مفنّنا [٤] في علوم شتّى. تخرّج بالشريف الجرجاني، والسعد التّفتازاني وحضر أبحاثهما بحضرة تيمور وغيره، فكان يحفظ تلك الأسئلة والأجوبة المفحمة ويتقنها، وقدم مصر مرّات، ونالته الحرمة الوافرة من الملك الأشرف برسباي، وولّاه مشيخة الصّوفية بمدرسته التي أنشأها وتدريسها فباشرها مدة ثم تركها وتوجه إلى الحجّ. وكان دأبه الانتقال من بلد إلى بلد. وكان متضلعا من العلوم، عالما، مفنّنا، محقّقا، عارفا بالجدل، بارعا في علوم كثيرة، إلا أنه يستخف بكثير من علماء مصر. وانضم إليه طلبتها لما قدم آخرا، وأخذ في الأشغال [٥] فلم تطل مدته.

وتوفي يوم الأحد العشرين من شهر رمضان.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ٢٢) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٨٣) .
[٢] في «ط» : «أمير الدين» وهو خطأ.
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ٢٤) و «الضوء اللامع» (٦/ ٤١) .
[٤] في «آ» : «مفتيا» وهو تحريف.
[٥] في «آ» : «في الاشتغال» .

<<  <  ج: ص:  >  >>