للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها علاء الدّين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخاري العجمي [١] الحنفي [٢] العلّامة، علّامة الوقت.

قال ابن حجر: ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة ببلاد العجم [٢] ، ونشأ ببخارى فتفقه بأبيه وعمّه العلاء عبد الرحمن، وأخذ الأدبيات والعقليات عن السعد التفتازاني وغيره، ورحل إلى الأقطار، واجتهد في الأخذ عن العلماء، حتّى برع في المعقول والمنقول، والمفهوم والمنطوق، واللغة والعربية، وصار إمام عصره.

وتوجه إلى الهند فاستوطنه مدة، وعظم أمره عند ملوكه إلى الغاية لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وورعه، ثم قدم مكّة فأقام بها، ودخل مصر فاستوطنها، وتصدر للإقراء بها، فأخذ عنه غالب من أدركناه من كل مذهب وانتفعوا به، علما، وجاها، ومالا. ونال عظمة بالقاهرة، مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها، حتّى ولا السلطان، والكلّ يحضر إليه. وكان ملازما، للإشغال، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، والقيام بذات الله تعالى، مع ضعف كان يعتريه.

وآل أمره إلى أن توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان الإقامة بمصر مرارا فلم يقبل. وسار إليها فأقام بها إلى أن مات [٣] في خامس شهر رمضان، ولم يخلّف بعده مثله في العلم، والزّهد، والورع، وإقماع أهل الظلم والجور.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ٢٩) و «الضوء اللامع» (١٠/ ١٣) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٣] في «ط» : «فأقام بها حتى مات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>