للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفنون. وكان يتناوب نيابة الحكم بالمنصورة هو وبن عمّه شمس الدّين محمد بن خلف بن كميل، ويتعاهد السفر للقاهرة في كل سنة مرّة أو مرتين، وله مدائح نبوية مفلقة، وقصائد في جماعة من الأعيان ثم استقلّ بقضاء المنصورة، وضم إليه سلمون، ثم زدته مينة بني سلسيل فباشر ذلك كله، وكان مشكور السيرة، ونشأ له ولد اسمه أحمد فنبغ واغتبط به.

مات [١] أي في ذي القعدة [١] شمس الدّين فجأة وذلك أنه توجه إلى سلمون فنزل في المسجد وله فيه خلوة فوقها طبقة وللطبقة سطح مجاور المئذنة فاتفق هبوب ريح عاصف في تلك الليلة واشتد في آخرها، وفي أول النهار، فصلّى الصبح، ودخل خلوته فقصف الرّيح نصف المئذنة فوقع على سطح الطبقة، فنزل به إلى سطح الخلوة فنزل الجميع على الخلوة وشمس الدّين لم يشعر بذلك حتّى نزل الجميع عليه. وجاء الخبر إلى ولده، فتوجه من المنصورة مسرعا فنبش عنه، فوجد الخشب مصلبا عليه، ولم يخدش شيء من جسمه، بل تبين أنه مات غمّا لعجزه عن التخلص.

وفيها الخواجا الكبير الشّمس محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الحلبي، ثم الدمشقي، ويعرف بابن المزلق [٢] .

كان ذا ثروة كبيرة ومآثر حسنة بالشام وغيرها.


[١، ١] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٨/ ١٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>