للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميلا، قيل: كان طوله إلى منكب أبيه عبد الله، وعبد الله إلى منكب أبيه العبّاس، والعبّاس إلى منكب أبيه عبد المطّلب.

ونفاه الوليد إلى الحميمة بليدة بالبلقاء [١] فولد له بها نيّف وعشرون ولدا ذكرا، ولم يزل ولده بها إلى أن زالت دولة بني أميّة، وتوفي عن ثمانين سنة بأرض البلقاء، رحمه الله تعالى.

وفيها توفي السيد أبو جعفر محمّد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

ولد سنة ست وخمسين من الهجرة، وروى عن أبي سعيد الخدري، وجابر، وعدّة. وكان من فقهاء المدينة. وقيل له الباقر لأنه بقر العلم، أي شقّه، وعرف أصله وخفيّه وتوسّع فيه.

وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية [٢] .

قال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم علما عنده.

وله كلام نافع في الحكم والمواعظ، [منه] [٣] : أهل التقوى أيسر أهل الدّنيا مؤونة وأكثرهم معونة، إن نسيت ذكّروك، وإن ذكرت أعانوك، قوّالين بحق الله، قوّامين بأمر الله. ومنه: انزل الدّنيا كمنزل نزلته وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك


[١] قلت: قال ياقوت: الحميمة بلفظ التصغير الحمّة ... بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. «معجم البلدان» (٢/ ٣٠٧) ، وانظر «معجم ما استعجم» للبكري (١/ ٤٦٩) .
[٢] انظر الكلام عن هذه الفرقة في «الفرق بين الفرق» ص (٥٣) ، و «مقالات الإسلاميين» (١/ ٩٨) ، و «الملل والنحل» (١/ ١٦٢) .
[٣] لفظة «منه» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>