للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدا بتاج جمال في حلى أدب ... تسربل الفضل بين العجب والعجب

يصن كلامي وخطّي في معاهدتي ... عن الخطا إنّني بدر من العرب

هذا وقدر علومي كالبروج [١] علا ... فمن ينلها يصر في الفضل كالشّهب

أصولها مثل أبواب الجنان زهت ... ينال من نالها ما رام من رتب

خذ بكر نظم تجلّت وجهها غزل ... وروحها العلم والجثمان من أدب

فريد لفظي إذا ما رمت جوهره ... ترى الصّحاح كثغر زين بالشّنب

وإن تصرّف من عقد ومن عقد ... إلى عقود فهذا الصّرف كالذّهب

لفظي من الشّهد مشتقّ بخطّي ذا ... سيف فدونك علم الضّرب والضّرب

أصل المعاني إذا ما رمت من كلمي ... فقل هي الدّرّ واقصد نحونا تصب

معناي زاد على حسني فصنّف في ... علم المعاني وفي حسني وفي حسبي

طورا أبين كما طورا أبين لذا ... فنّ البيان غدا مرآة مطّلبي

طبعي وشعري وأوزاني يناط بها ... علم العروض مناط الودّ بالسّبب

حسني وظرفي وآدابي قد انتظمت ... نظم القوافي فخذ علمي وسل نسبي

قد أخلف [٢] البان قدّي حين خطّ على ... خدّي لريحان خطّ ليس في الكتب

هذا على أصل حسني يستزاد فلا ... تعب ودونك علم الخطّ لا تخب

في وصفي النّظم والنّثر البديع فخذ ... علم القريض مع الإنشاء والخطب

وإن تحاضر فحاضر في مغازلتي ... واحفظ تواريخ ما أمليه من نخب

واقصد بديع معانيّ الّتي بهرت ... عند البيان عقول العجم والعرب

إنّي أنا البدر سار في منازله ... مكمّل الحسن بين الرّأس والذّنب

ومن ذلك «العقد الفريد في علم التوحيد» وأوله بعد الخطبة:

سبى القلب ظبيّ من بني العلم أغيد ... له مقلة كحلى وخدّ مورّد


[١] جاء في هامش «ط» ما نصه: «يشير إلى تقسيم العربية إلى اثني عشر قسما. كما في هامش الأصل» .
[٢] كذا في «آ» و «المنهل الصافي» : «قد أخلف» وفي «ط» : «قد خلّف» .

<<  <  ج: ص:  >  >>