للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّهيليّ [١] ، إذ يبعد مقاومة الحبشة لستمائة، وفي القصة أن سيفا والفرس استظهروا على الحبشة فقتلوهم وملكوا سيفا، فأقام أربع سنين، وقتله خدمه من الحبشة، ولم يملك أهل اليمن بعده ملك، غير أن أهل كل ناحية ملّكوا رجلا من حمير حتّى جاء الإسلام.

ويقال: إنها بقيت في أيدي الفرس إلى أن بعث النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وباليمن عاملان منهم، أحدهما فيروز الأسود الدّيلميّ، والآخر زاذويه، فأسلما وهما اللذان دخلا على الأسود العنسي مع قيس بن المكشوح [٢] لما ادّعى الأسود النّبوّة، فقتلوه، وأولاد الفرس باليمن يدعون الأبناء، منهم طاووس، وعمرو بن دينار، وغيرهما [٣] .

وورد أن كسرى أبرويز لما مزّق كتاب النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-[أرسل إلى عامله على صنعاء باذان، وهو الرابع بعد وهرز يأمره أن يسير إلى النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم] [٤] فكتب إليه النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- يخبره أن الله وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا وكذا، فانتظر ذلك، فكان كما قال [- صلّى الله عليه وسلّم-] فأسلم باذان وأهل اليمن [٥] .

هذا وقد قال الذّهبيّ في «المغني» [٦] : وهب بن منبه ثقة، مشهور قصاص، خيّر [٧] ، ضعفه أبو حفص الفلّاس وحده. انتهى.


[١] في «الروض الأنف» (١/ ٨٣) بتحقيق الأستاذ طه عبد الرؤوف سعد.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «قيس بن المكسوح» وهو تصحيف، وهو قيس بن هبيرة بن هلال البجلي الملقب ب المكشوح. انظر المجلد الأول من كتابنا هذا ص (٢١٤) . و «الأعلام» للزركلي (٥/ ٢٠٩) .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «وغيرهم» وما أثبته يقتضيه السياق.
[٤] ما بين حاصرتين سقط من الأصل، وأثبته من المطبوع.
[٥] انظر «إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين» لابن طولون ص (٦٤- ٦٦) بتحقيقي (الطبعة الثانية) طبع مؤسسة الرسالة.
[٦] «المغني في الضعفاء (٢/ ٧٢٧) بتحقيق الدكتور نور الدين عتر.
[٧] في «المغني في الضعفاء» : «حبر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>