ولد قبيل سنة (٧٦٠) ونشأ في ابتداء أمره جمّالا، ثم أعرض عن ذلك، وحفظ القرآن، وتفقه، وأخذ العلم عن طائفة كبيرة من العلماء الأعلام. وانقطع إلى الله تعالى في مسجد القدم بآخر أرض القبيات ظاهر دمشق يؤدّب الأطفال به احتسابا، مكبا على الاشتغال بما يعنيه. وحصلت له شدائد ومحن كثيرة فصبر واحتسب، وكانت له عناية بتحصيل نفائس الكتب وبالجمع، حتى إنه رتب «مسند الإمام أحمد بن حنبل» - الذي أشار إليه المؤلف- على أبواب البخاري، وشرحه في مائة وعشرين مجلدا، طريقته فيه أنه إذا جاء لحديث الإفك مثلا يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض فيضعها بتمامها، وإذا مرّت مسألة فيها تصنيف مفرد لابن القيم أو لشيخه شيخ الإسلام ابن تيميّة أو غيرهما وضعه بتمامه، فكان كتابه من أهم المصادر التي نقلت عنها رسائل ابن تيمية ومصنّفاته التي أتلفت أو أحرقت على أيدي خصومه وأعوانهم. مات بمنزله في مسجد القدم سنة (٨٣٧) وصلّي عليه هناك قبل الظهر ودفن في حديقة المسجد، وقد أوقف من كتبه الكثير على مدرسة الشيخ أبي عمر المقدسي في الصالحية قرب دمشق، وهي يومئذ من أحاسن المكتبات الإسلامية، وقد تقدمت ترجمته في ص (٣٢٣- ٣٢٤) من هذا المجلد، فلتراجع هناك. [٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٣/ ٢٢) وفيه: «بير بضع» . [٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٤/ ١٠١) و «الذيل التام على دول الإسلام» (٢/ ١١١) من المنسوخ.