هو البحر لا بل دون ما علمه البحر ... هو البدر [لا] بل ما دون طلعته البدر
هو النّجم لا بل دونه النّجم رتبة ... هو الدّرّ لا بل دون منطقه الدّرّ
هو العالم المشهور في العصر والذي ... به بين أرباب النّهى افتخر العصر
هو الكامل الأوصاف في العلم والتّقى ... فطاب به في كلّ ما قطر الذّكر
محاسنه جلّت عن الحصر وازدهى ... بأوصافه نظم القصائد والنّثر
ولد بإسكندرية في رمضان سنة إحدى وثمانمائة، وقدم القاهرة مع والده، وكان من علماء المالكية، فتلا على الزراتيتي، وأخذ عن الشمس الشّطّنوفي، ولازم القاضي شمس الدّين البساطي وانتفع به في الأصلين، والمعاني، والبيان، وأخذ عن الشيخ يحيى السّيرامي وبه تفقه، وعن العلاء البخاري، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الدّين العراقي، وبرع في الفنون، واعتنى به والده في صغره، وأسمعه الكثير من التّقي الزّبيري، والجمال الحنبلي، والشيخ ولي الدّين وغيرهم.
وأجاز له السّراج البلقيني، والزين العراقي، والجمال ابن ظهيرة، والهيثمي، والكمال الدّميري، والحلاوي، والجوهري، والمراغي، وآخرون.
وخرّج له صاحبنا الشيخ شمس الدّين السّخاوي «مشيخة» وحدّث بها وبغيرها، وخرّجت له «جزءا» فيه الحديث المسلسل بالنّحاة وحدّث به.
وهو إمام، علّامة، مفنّن، منقطع القرين، سريع الإدراك. قرأ التفسير، والحديث، والفقه، والعربية، والمعاني، والبيان، والأصلين، وغيرها، وانتفع به الجمّ الغفير، وتزاحموا عليه، وافتخروا بالأخذ عنه، مع العفّة، والخير، والتواضع، والشهامة، وحسن الشكل، والأبّهة والانجماع عن بني الدّنيا.
وأقام بالجمالية مدة. ثم ولي المشيخة والخطابة بتربة قايتباي الجركسي بقرب الجبل، وطلب لقضاء الحنفية بالقاهرة سنة ثمان وستين فامتنع، وصنّف «شرح المغني» لابن هشام، و «حاشية على الشفا» و «شرح مختصر الوقاية» في الفقه و «شرح نظم النّخبة» في الحديث لوالده [١] . وله النّظم الحسن.
[١] في «آ» و «ط» : «ولوالديه» وما أثبته من «بغية الوعاة» مصدر المؤلف.