للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجانب الشامي بيضاء بجامات سود، وفي الجامات التي بالجانب الشرقي بعض ذهب، وأرسل في سنة ست وستين منبرا. وكانت مدة سلطنته ست سنين ونصفا تقريبا. ومرض فطال مرضه.

وتوفي يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول.

وتسلطن في ذلك اليوم الملك الظّاهر أبو النصر بلباي المؤيدي وهو الرابع عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم، وكان ضعيفا عن تدبير الملك وتنفيذ الأمور، فخلعه الأمراء من السلطنة في يوم السبت لسبع مضين من جمادى الأولى، فكانت مدة سلطنته شهرين إلّا أربعة أيام.

وتسلطن بعد خلعه عوضا عنه الملك الظّاهر أبو سعيد تمربغا الظّاهري وهو الخامس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بمصر، وكان له فضل وصلاح وتودّد للناس وحذق ببعض الصنائع، بحيث صار يعمل القسي الفائقة بيده، ويعمل السّهام عملا فائقا، ويرمي بها أحسن رمي، مع الفروسية التّامة، ومع ذلك ما صفا له دهره يوما. ورماه عن كبد قوسه أبعد مرمى، وما زال به الأمر إلى أن خلعوه ونفوه إلى الإسكندرية.

وولي السلطنة الملك الأشرف قايتباي المحمودي في ظهر يوم الاثنين.

سادس رجب سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، وهو السادس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بمصر. انتهى أي وكانت سلطنة الظّاهر تمربغا شهرين إلا يوما واحدا.

وفيها عبد الأول بن محمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي المكّي الحنفي [١] الإمام العالم.

توفي في ربيع الأول عن أربع وخمسين سنة.

وفيها نور الدين علي بن نرد بك [٢] الفخري [٣] الحنفي الإمام الفاضل أحد الأفراد.


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (٤/ ٢١) .
[٢] في «الضوء اللامع» : «ابن برد بك» .
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٥/ ١٩٦- ١٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>