للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودفنه، وقال: بعث لحتفه، وهو ابن عمي، اسمه أحمد الطير، غارت همته من همتنا، وأراد طفي الشهرة بهدم القبة، ويأبى الله إلّا ما أراده، فكان أول من دفن بها [١] .

وتوفي المترجم في هذه السنة ودفن بالقبة أيضا. انتهى.

وفيها سيف الدّين محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا البكتمريّ القاهري الحنفي النحوي [٢] .

قال السيوطي في كتابيه «حسن المحاضرة» و «طبقات النّحاة» : شيخنا الإمام العلّامة سيف الدّين الحنفي.

ولد تقريبا على رأس ثمانمائة، وأخذ عن السّراج قارئ الهداية، والزّين التّفهني، ولزم العلّامة كمال الدّين ابن الهمام وانتفع به، وبرع في الفقه، والأصول، والنحو، وغير ذلك. وكان شيخه ابن الهمام يقول عنه: هو محقّق الدّيار المصرية، مع ما هو عليه من سلوك طريق السّلف، والعبادة، والخير، وعدم التردّد إلى أبناء الدنيا، والانقباض عليهم. لازم التدريس، ولم يفت، واستنابه ابن الهمام في مشيخة الشيخونية لمّا حجّ أول مرة. وولي مشيخة مدرسة زين الدّين الأستادار، ثم تركها، ودرّس التفسير بالمنصورية، والفقه بالأشرفية العتيقة.

وسئل تدريس الحديث في مدرسة العيني لما رتّبت فيها الدروس في سنة سبعين، فامتنع مع الإلحاح عليه. وله «حاشية» مطوّلة على «توضيح ابن هشام» كثيرة الفوائد.

وتوفي يوم الثلاثاء ثاني عشري ذي القعدة، وهو آخر شيوخي موتا، لم يتأخر بعده أحد ممن أخذت عنه العلم إلّا رجل قرأت عليه ورقات «المنهاج» وقلت أرثيه:


[١] في «ط» : «فيها» .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٩/ ١٧٣) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٧٨) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «بغية الوعاة» (١/ ٢٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>