نجم الدّين بن مفلح نيابة القضاء- قال النّعيمي: لقلة النواب- فدخل في القضاء مدخلا لا يليق.
وتوفي يوم الجمعة عشري جمادى الأولى.
وفيها مصلح الدّين مصطفى القسطلّاني الرّومي [١] الحنفي، أحد موالي الرّوم العالم العامل.
قرأ على موالي الرّوم، وخدم المولى خضر بك، ودرّس في بعض المدارس، ثم لما بنى السلطان محمد خان ابن عثمان المدارس الثمان بقسطنطينية أعطاه واحدة منها.
وكان لا يفتر عن الاشتغال والدرس. وكان يدّعي أنه لو أعطي المدارس الثمان كلّها لقدر أن يدرّس في كل واحدة منها كل يوم ثلاثة دروس، ثم ولي قضاء بروسا ثلاث مرات، ثم قضاء أدرنة كذلك، ثم القسطنطينية كذلك، ثم ولاه السلطان محمد قضاء العسكر، وكان لا يداري الناس، ويتكلم بالحقّ على كل حال، فضاق الأمر على الوزير محمد باشا القرماني، فقال للسلطان، إن الوزراء أربعة، فلو كان للعسكر قاضيان أحدهما في ولاية روم إيلي، والآخر في ولاية أناضولي، كان أسهل في إتمام مصالح المسلمين، ويكون زينة لديوانك فمال إلى ذلك، وعيّن المولى المعروف بالحاجي حسن لقضاء أناضولي، فأبى القسطلاني ذلك، فلما مات السلطان محمد وتولى بعده ولده السلطان أبو يزيد خان عزل القسطلاني وعيّن له كل يوم مائة درهم، ثم صار قضاء العسكر ولايتين بعد ذلك.
قال في «الكواكب السائرة» : وكان القسطلاني يداوم أكل الحشيش والكيف، وكان مع ذلك ذكيا في أكثر العلوم، حسن المحاضرة، وأخبر عن نفسه أنه طالع «الشفا» لابن سينا سبع مرات، وكان المولى خواجه زاده صاحب كتاب «التهافت» إذا ذكر القسطلاني يصرّح بلفظ المولى ولا يصرّح بذلك لأحد سواه من أقرانه، وكان يقول: إنه قادر على حلّ المشكلات وإحاطة العلوم الكثيرة في مدة
[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣٠٦) و «البدر الطالع» (٢/ ٣٠٨) ، و «هدية العارفين» (٢/ ٤٣٣) ، و «معجم المؤلفين» (١٢/ ٢٨٢) .