للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة من فقرائه إلى الأذن فقال الشيخ: هاتوا إبراهيم فجاءه، فقال: افرشوا له السجادة فجلس عليها وقال له: تكلم على إخوانك في الطريق فأبدى الغرائب والعجائب، فأذعن له الجماعة كلهم.

وكان له ديوان شعر وموشحات، وشرح «حكم ابن عطاء الله» شرحا حسنا.

وتوفي في هذه السنة ودفن بزاويته بالقرب من قنطرة سنقر وقبره بها ظاهر يزار.

وفيها القطب الرّباني شمس الشّموس أبو بكر بن عبد الله باعلوى [١] .

قال في «النور السّافر» : ولد بتريم- وتريم بتاء مثناة فوقية، ثم راء مكسورة، ثم تحتية، ثم ميم، على وزن عظيم: بلدة من حضرموت، أعدل أرض الله هواء وأصحّها تربة، وأعذبها ماء. وهي قديمة معشش الأولياء ومعدنهم ومنشأ العلماء [٢] وموطنهم، وهي مسكن الأشراف آل باعلوى.

روي أن الفقيه محمد بن أبي بكر عبّاد، رحمه الله تعالى، كان يقول: إذا كان يوم القيامة أخذ أبو بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، آل تريم كلهم قبضة في يده، ورمى بهم في الجنّة [٣] .

قال في «النّور» : ولما كانت خير بلاد الله بعد الحرمين وبيت المقدس أكرمها الله تعالى بخير عباده، وأكرمهم عليه الذين زيّنهم باتباع السّنّة الغرّاء، مع صحة نسبهم المتصل بالسيدة الزّهراء، ويذكر أنها تنبت الصّالحين كما تنبت الأرض البقل، واجتمع بها في عصر واحد من العلماء الذين بلغوا رتبة الإفتاء ثلاثمائة رجل، وإن بتربتها ممن شهد بدرا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم وغيرهم من الصّحابة سبعين نفرا. انتهى ملخصا.

ثم قال في «النور» : ولد المترجم بتريم سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وأخذ عن عمّه الشيخ علي والفقيه محمد بن أحمد بالفضل، وقرأ الكثير، وأجازه علماء الآفاق كالسخاوي، والشيخ يحيى العامري اليمني، وغيرهما.


[١] ترجمته في «النور السافر» (٨١) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ١١٣- ١١٤) و «معجم المؤلفين» (٣/ ٦٥) .
[٢] في «آ» : «ومنشأ الأولياء» .
[٣] قلت: هذا من مبالغات الصوفية وما أكثرها في ذلك العصر وكل عصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>