للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدّه جار الله بن فهد في «معجمه» من شيوخه في الحديث.

وقد ذكر العلّامة محمد بن عمر بحرق في كتابه «مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس» : من مناقبه جملة كافية شافية تنشرح بمطالعتها الصدور.

ثم قال في «النّور» : وكان من أكابر الأولياء، بل هو قطب زمانه كما شهد به العارفون بالله تعالى شرقا وغربا ولم يمتر في ذلك ذو بصيرة من أهل الطريق، وكان في الجود آية من آيات الله تعالى، يذبح لسماطه في رمضان كل يوم ثلاثين كبشا، ولذلك بلغت ديونه مائتي ألف دينار، فقضاها الأمير الموفق ناصر الدّين بالحلوان في حياته، فإنه كان يقول: إن الله وعدني أن لا أخرج من الدنيا إلّا وأدى عني ديني.

وحكى من مجاهداته أنه هجر النوم بالليل أكثر من ثلاثين سنة، ومن كراماته أنه لما رجع من الحجّ دخل زيلع [١] ، وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق، فاتفق أنه ماتت أم ولد للحاكم المذكور وكان مشغوفا بها، فكاد عقله يذهب لموتها، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه من شدّة الجزع ليعزيه ويأمره بالصّبر، وهي مسّجاة بين يديه بثوب، فعزّاه وصبّره فلم يفد فيه ذلك، وأكبّ على قدمي الشيخ يقبّلهما، وقال: يا سيدي إن لم يحي الله هذه متّ أنا أيضا، ولم تبق لي عقيدة في أحد، فكشف سيدي عن وجهها وناداها باسمها فأجابته: لبيك، وردّ الله روحها وخرج الحاضرون، ولم يخرج سيدي الشيخ حتى أكلت مع سيدها الهريسة وعاشت مدة طويلة.

قال: وقد صنّف في مناقبه غير واحد من العلماء الأعلام.

وله مؤلّفات منها ثلاثة «أوراد» بسيط، ووسيط، ووجيز، وديوان شعر منه:

أنا الجواد ابن عبد الله إن عرضت ... للجود مكرمة إني لها الشاري

وإني العيدروس ابن البتول إذا ... حرّ تسلسل من أصلاب أطهار

أما ترى أنّني قضيت دين أبي ... وكان ذاك ثلاثون ألف دينار

مجدي قديم أخير لا يسايره ... مجد لما حزت من صبر وإيثار


[١] في «ط» : «زليع» وهو خطأ، وزيلع: موضع. قال الهمداني: هي جزيرة في بلاد الحبشة. انظر «معجم ما استعجم» (١/ ٧٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>