للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلّ من فيها أتى طائعا ... إليك وانقاد لك العاصي

وكان ذا فطنة، وحافظة مع رفاهية، وجمع تعليقا على «المنهاج» سماه «الابتهاج» في أربع مجلدات، واختصر «جمع الجوامع» وجمع كتابا كبيرا فيه نوادر وأشعار. وله شعر حسن منه تخميس الأبيات المشهورة لابن العفيف:

غبتم فطرفي من الهجران ما غمضا ... ولم أجد عنكم لي في الهوى عوضا

فيا عذولا بفرط اللّوم قد نهضا ... للعاشقين بأحكام الغرام رضا

فلا تكن يا فتى بالعذل معترضا ... أنا الوفيّ بعهد ليس ينتقض

وإن هم نقضوا عهدي وإن رفضوا ... فقلت لما بقتلي بالأسى فرضوا

روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا ... عهد الوفاء الذي للعهد ما نقضا

أحبابنا ليس لي عن عطفكم بدل ... وعن غرامي ووجدي لست أنتقل

يا سائلي عن أحبّائي وقد رحلوا ... قف واستمع سيرة الصّبّ الذي قتلوا

فمات في حبّهم لم يبلغ الغرضا ... قد حمّلوه غراما فوق ما يسع

وعذّبوا قلبه هجرا وما انتفعوا ... دعي أجاب توالى سهده هجعوا

رأى فحبّ فرام الصبر فامتنعوا ... فسام صبرا فأعيا نيله فقضى

وتوفي في ثالث عشر رمضان.

وفيها بدر الدّين محمد بن محمد الشّهير بابن الياسوفي [١] الدمشقي الشافعي المفتي المدرّس.

ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وسافر إلى القاهرة مرارا آخرها مطلوبا مع جماعة مباشري الجامع الأموي [٢] في جمادي الآخرة سنة ست عشرة


[١] ترجمته في «متعة الأذهان» (١٠١) و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٠) .
[٢] في «أ» : (الأموي الجامع) وفوق كل لفظة منهما حرف ميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>