للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحيا الرواتب التي أسسها أبوه والأوراد، وواظب [١] على إطعام الطعام وصلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والأيتام باذلا جاهه وماله في إيصال النّفع إلى أهل الإسلام، واتفق أن ثمن الكسوة التي اشتراها في آخر ختمة لرمضان صلّاها بلغ خمسة آلاف دينار أو أكثر وحكى أن خبز مطبخه كان إذا ركموه يبلغ إلى سطح الدار، ودور عدن عالية جدا بحيث أنها تكون على ثلاثة قصور غالبا. قال الراوي:

فعجبت وقلت: ما كان بعدن إذ ذاك سائل. قالوا: لا ما كان في زمنه وزمن والده في عدن سائل أصلا.

ومحاسنه- رحمه الله تعالى- أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر، ورثاه العلّامة بحرق بمرثية حسنة منها [٢] :

لمن تبنى مشيدات القصور ... وأيام الحياة إلى قصور

إلى أن قال:

وروّعت الأنام [٣] بفقد شخص ... رزئت به على بشر كثير

شهاب ثاقب من نور بدر ... تبقي من شموس من بدور

وهي طويلة.

وتوفي في سلخ المحرم بعدن ودفن بها في قبة أبيه وعمره يومئذ أربعون سنة تقريبا. انتهى ملخصا.

وفيها السيد أحمد البخاري [٤] العارف بالله تعالى الشريف الحسيني.

قال في «الكواكب» : صحب في بدايته الشيخ العارف بالله تعالى خواجه عبيد الله السّمرقندي، ثم صحب بأمره الشيخ الإلهي، وسار معه إلى بلاد الرّوم، وترك أهله وعياله، ببخارى، وكان الشيخ الإلهي يعظّمه غاية التعظيم، وعيّن له


[١] في «أ» : (ووظب) وهو خطأ.
[٢] القصيدة بكاملها في «النور السافر» (١٠٦- ١٠٧) .
[٣] في «أ» : (الأيام) .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٥٢- ١٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>