للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسي الفداء لحبر حل حين قضى ... في روضة وهو في الجنّات محبور

مقامه في علا الفردوس مسكنه ... أنيسه في الثّرى الولدان والحور

قل للّذي يبتغي تاريخ رحلته ... (نجل المؤيّد مرحوم ومغفور) [١]

وفيها قاضي القضاة محيى الدّين عبد القادر، المعروف بابن النّقيب القاهري [٢] الشافعي الإمام العلّامة.

قرأ على جماعة من الأعلام، منهم الكمال بن أبي شريف، وزكريا الأنصاري، وتولى قضاء مصر مرارا [٣] ، وكان لا يصلي الصّبح صيفا ولا شتاء إلّا في الجامع الأزهر، يمشي كل يوم من المدرسة الناصرية إليه، وكان متواضعا، سريع الدّمعة، وكان بيده مشيخة الخانقاه الصّلاحية سعيد السعداء، وتدريس الظّاهرية الجديدة، برقوق بين القصرين، وكان مارّا بالقصبة ليلة الاثنين حادي عشر ربيع الأول فرفسه بغل فانكسر ضلعه أو فخذه ومات في اليوم الثاني.

وفيها تاج الدّين عبد الوهاب الذاكر المصري [٤] الشيخ الصّالح المسلك المربي المجد الدّاعي إلى الله تعالى.

ربي يتيما بمكتب مدرسة الحسامي، فلما ترعرع تعلّق على صنعة البناء، ثم وفقه الله تعالى للاجتماع على الشيخ نور الدّين بن خليل عرف بابن عين الغزال، فلازمه وصار يحضر المحافل، ويتردّد إلى الشيخ تقي الدّين الأوجاقي، حتّى اشتهر، فجمع الناس، ولازم الذكر والخير، وأقرأ «البخاري» و «الشفا» و «العوارف» بروايته لها عن العزّ بن الفرات، وعن التّقي الأوجاقي، ونازع العلائي أن يكون سمع من العزّ بن الفرات، وكان نيّر الوجه، حسن السّمت، كثير


[١] كذا في «آ» و «ط» و «الكواكب السائرة» : «ومغفور» ولا يصح العدد فيها على حساب الجّمل، وفي «الشقائق» وهو الصواب:
نجل المؤيد مرحوم ومبرور ٨٣ ٩١ ٢٩٤ ٤٥٤ ٩٢٢
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٥٣) .
[٣] في ط: «مرات» .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٥٨- ٢٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>