للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفاعات، شديد الاهتمام بقضاء حوائج الناس، مجدا في العبادة، دائم الطّهارة، لا يتوضأ عن حدث إلا كل سبعة أيام، وسائر طهاراته تجديد، وانتهى أمره آخرا إلى أنه كان يمكث اثني عشر يوما لا يتوضأ عن حدث، ولم يعرض ذلك لأحد في عصره إلّا الشيخ أبي السعود الجارحي، وامتحنه قوم دعوه وجعلوا يطعمونه سبعة أيام ولم يحدث، ثم علم أنهم امتحنوه فدعا عليهم فانقلبت بهم المركب، فقيل له في ذلك، فقال: لا غرق وإنما هو تأديب وينجون، فكان كذلك ثم ندم على الدعاء عليهم، وقال: لا بد لي من المؤاخذة، فمرض أكثر من أربعين يوما، ومكث خمسا وعشرين سنة لم يضع [١] جنبه على الأرض إنما ينام جالسا على حصير، وقال عند موته: لي أربعون سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء، وقد طويت سجادتي من بعدي.

وتوفي يوم الخميس ثالث عشري جمادي الآخرة، ودفن بزاويته قريبا من حمّام الدودحين. قاله في «الكواكب» .

وفيها عزّ الدّين الصّابوني الحلبي [٢] الحنفي، المعروف بابن عبد الغني ابن عمّ أبي بكر بن الموازيني.

كان خطيبا جيد الخطبة، ولي خطابة جامع الأطروش بحلب، فلما دخل السلطان سليم خان حلب في هذه السنة صلى الجمعة بالجامع المذكور خلف المذكور فحظي بسبب ذلك، ولم يلبث أن توفي في هذه السنة، وكان في قدميه اعوجاج بحيث لا يتردّد في الشوارع إلّا راكبا.

وفيها عائشة بنت يوسف بن أحمد [٣] بن ناصر بنت الباعوني المعروفة بالباعونية الشيخة الصّالحة الأريبة العالمة العاملة أم عبد الوهاب الدمشقية أحد أفراد الدّهر [٤] ونوادر الزّمان فضلا وأدبا وعلما وشعرا وديانة وصيانة.


[١] في «أ» : «يضجع» وما هنا يوافق ما في الكواكب.
[٢] ترجمته في «در الحبب» (١/ ٢/ ٨٩٤- ٨٩٥) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٦٠) .
[٣] ترجمتها في «در الحبب» (١/ ٢/ ١٠٦٠- ١٠٦٩) ، و «متعة الأذهان» (١١٢- ١١٣) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٨٧- ٢٩٢) .
[٤] في «ط» : «الدهور» .

<<  <  ج: ص:  >  >>