للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنسكت على يد السيد الجليل إسماعيل الخوارزمي، ثم على خليفة المحيوي يحيى الأرموي، ثم حملت إلى القاهرة، ونالت من العلوم حظا وافرا، وأجيزت بالإفتاء والتدريس، وألّفت عدة مؤلفات، منها «الفتح الحنفي» يشتمل على كلمات لدنيّة ومعارف سنية، وكتاب «الملامح الشريفة والآثار المنيفة» يشتمل على إنشادات صوفية ومعارف ذوقية، وكتاب «درر [١] الغائص في بحر المعجزات والخصائص» وهو قصيدة رائية، وكتاب «الإشارات الخفية في المنازل العلية» وهي أرجوزة اختصرت فيها «منازل السائرين» للهروي، وأرجوزة أخرى لخصت فيها «القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع» للسخاوي، و «بديعية» وشرحتها، وغير ذلك. ومن كلامها: وكان مما أنعم الله به عليّ أنني بحمده لم أزل أتقلب في أطوار الإيجاد في رفاهية [٢] لطائف البرّ الجواد إلى أن خرجت إلى هذا العالم المشحون بمظاهر تجلياته الطافح بعجائب قدرته، وبدائع إرادته، المشوب موارده بالأقدار والأكدار الموضوع بكمال القدرة والحكمة للابتلاء والاختبار دار ممر لا بقاء لها إلى دار القرار فربّاني اللطف الرّبّاني في مشهد النّعمة والسّلامة، وغذّاني بلبان مدد [٣] التوفيق لسلوك سبيل الاستقامة، وفي بلوغ درجة التمييز أهّلني الحقّ لقراءة كتابه العزيز، ومن عليّ بحفظه على التمام ولي من العمر حينئذ ثمانية أعوام، ثم لم أزل في كنف ملاطفات اللطيف حتى بلغت درجة التكليف في كلام آخر.

ولما دخلت القاهرة ندبت لقضاء مآرب لها تتعلق بولد لها كان في صحبتها المقر أبو [٤] الثنا محمود بن أجا الحلبي صاحب دواوين الإنشاء بالديار المصرية فأكرمها وولدها وأنزلها في حريمه، وكانت قد مدحته بقصيدة أولها [٥] :

روى البحر أصباب [٦] العطا عن نداكم ... ونشر الصّبا عن مستطاب ثناكم


[١] في «ط» : (در) .
[٢] ليست اللفظة في «أ» .
[٣] في «ط» : (مداد) وهو خطأ.
[٤] في «أ» : (أبا) وهو خطأ.
[٥] البيت في «در الحبب» (١/ ٢/ ١٠٦٤) و «الكواكب» (١/ ٢٨٨) .
[٦] جاء في حاشية «الكواكب» ما يلي: في الهامش بخط متأخر ما يلي: «لعل صوابه أخبار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>