للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعرضها على شيخ الأدباء السيد عبد الرحيم العبّاسي القاهري فأعجب بها، وبعث إليها بقصيدة من بديع نظمه فأجابت عنها بقصيدة مطلعها [١] :

وافت تترجم عن حبر هو البحر ... بديعة زانها مع حسنها الخفر

ومن شعرها [٢] :

نزّه الطّرف في دمشق ففيها ... كلّ ما تشتهي وما تختار

هي في الأرض جنة فتأمّل ... كيف تجري من تحتها الأنهار

كم سما في ربوعها كلّ قصر ... أشرقت من وجوهها الأقمار

وتناغيك بينها صارخات [٣] ... خرست [٤] عند نطقها الأوتار

كلّها روضة وماء زلال ... وقصور مشيدة وديار

وذكر ابن الحنبلي: أنها دخلت حلب في هذه السنة والسلطان الغوري بها لمصلحة لها كانت عنده، فاجتمع بها من وراء حجاب البدر السّيوفي، وتلميذه الشمس السّفيري، وغيرهما. ثم عادت إلى دمشق وتوفيت بها في هذه السنة.

وفيها السلطان الملك الأشرف أبو النّصر قانصوه بن عبد الله الجركسي المشهور بالغوري [٥] وسمّاه ابن طولون جندب، وجعل قانصوه لقبا له.

والغوري نسبة إلى طبقة الغور أحد الطبقات التي كانت بمصر معدة لتعليم المؤدبين.

قال ابن طولون: كان يذكر أن مولده في حدود الخمسين وثمانمائة وترقي في المناصب حتّى صار نائب طرسوس، فانتزعها منه جماعة السلطان أبي يزيد بن


[١] البيت في «در الحبب» (١/ ٢/ ١٠٦٥) و «الكواكب» (١/ ٢٨٨) .
[٢] الأبيات في «الكواكب» (١/ ٢٩٢) .
[٣] في «الكواكب» : (صارحات) .
[٤] في «ط» : (خرصت) تحريف.
[٥] ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>