للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقاضي الطّيب النّاشري، ونجم الدّين المقري الجبائي وغيرهما، وروى فقه الإمام الشافعي من طريق العراقيين والمراوزة عن الإمام علي بن عطيف نزيل مكة وأهل طبقته، وأفتى ودرّس، وانتشر صيته في جميع الآفاق، واعترف له الأكابر بالإمامة، وقصد للفتوى من كل نجد، وتهامة، وتفقه به الجلّة، منهم ابنه المحقّق فخر الدّين أبو بكر، وأبو العباس الطبنداوي [١] ، وغيرهما، وله الأجوبة الرائقة والبحوث الفائقة والمصنّفات المقبولة والشروح المتداولة المنقولة، منها «الكوكب الوقّاد شرح الإرشاد» في أربع وعشرين مجلدا، وله شرح صغير على «الإرشاد» وفتاوى جمعها ولده ورتبها ترتيبا حسنا، وزاد عليها زيادات لا غناء عنها.

قال تلميذه الناشري: اتفق له ما لم يتفق لأحد قبله وذلك أنه زرع البرّ في أرضه واستغله وحرث غيره، وكان غالب قوته في غالب الأحوال اللوز والعسل، ومن نعم الله عليه أنه مكث أربعين سنة ما رزئ بأحد من بيته ولم تخرج من بيته جنازة.

وتوفي عصر يوم الجمعة التاسع والعشرين من المحرم. انتهى وفيها نصوح الطّوسي [٢] العارف بالله تعالى.

قال في «الكواكب» : كان عالما صالحا، يحفظ القرآن العظيم، ويكتب الخطّ الحسن، ثم انتسب إلى الطريقة الزّينبية، وخدم الشيخ تاج الدّين القرماني، وبلغ عنده رتبة الإرشاد، وقعد على سجادة التربية بعد وفاة الشيخ صفي الدّين في زاوية شيخه المذكور، ومات في وطنه. انتهى وفيها شرف الدّين يونس بن إدريس بن يوسف الحلبي ثم الدمشقي [٣] الشافعي الصّوفي، الهمداني الخرقة، الصّالح المسلّك.

ولد بمدينة حلب سنة سبع وستين وثمانمائة، واشتغل على جماعة في عدة


[١] في «ط» : «الضبذاوي» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣١١) وهذه الترجمة والتي تليها تقدمتا على ترجمة مفتي زبيد المتقدمة في النسخة «آ» .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣٢٠) ، و «متعة الأذهان» (ق ١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>