للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الشيخ نصر الله «كافية ابن الحاجب» وعن منلا زادة «تفسير البيضاوي» والنحو عن المنلا عبد الرحمن الجامي، وحجّ سنة ست وستين وثمانمائة فأخذ بمكة عن التّقي بن فهد، وسمع بدمشق على الشيخ عبد الرحمن بن خليل الأذرعي، وأخذ عن البرهان البقاعي، وأجازه بالإفتاء والتدريس جماعة وصار أعجوبة زمانه وواسطة عقد أقرانه، ثم تصدّر ببلده للإفادة، وانتفع الناس به، وصار شيخ بلده ومفتيها ومحقّقها ومدقّقها، مع الديانة والصّيانة.

قال في «الكواكب» : غير أنه كان يكثر الدعوى والتّبجح والمشاححة لطلبة العلم في الألفاظ وغيرها، وكان طويل القامة، نيّر الشّيبة، مهيبا، يخضب لحيته بالسواد في أول شيبه ثم ترك آخرا.

ومن مؤلفاته حاشية على «شرح المنهاج» للمحلّي وحاشية على «شرح الكافية المتوسط» .

ومن شعره:

إذا ما نالت السّفهاء عرضي ... ولم يخشوا من العقلاء لوما

كسوت من السكوت فمي لثاما ... وقلت نذرت للرحمن صوما

وتوفي بحلب في ربيع الأول بعد أن ألمت به كائنة بغير حق من قبل قاضي حلب زين العابدين محمد بن الفناري.

وفي «تاريخ ابن طولون» أنه مات قهرا بسبب تلك الكائنة ولم تطل [١] مدة القاضي بعده.

وفيها شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدّين الحافظ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري [٢] السنيكي ثم القاهري الأزهري الشافعي.

قال في «النور» : ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة بسنيكة من الشرقية ونشأ


[١] في «أ» : (تطلب) .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٣/ ٢٣٤- ٢٣٩) ، و «متعة الأذهان» (ق ٣٩- ٤٠) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ١٩٦- ٢٠٧) و «النور السافر» (١٢٠- ١٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>