للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصّلاح والعفّة والاحتمال والسكون والانجماع عن أبناء الدنيا.

وتوفي بمكة ليلة السبت الثالث عشر ربيع الثاني، ودفن بالمعلاة وخلّف نحو عشرة أولاد ذكورا وإناثا. انتهى وفيها السيد تاج الدّين عبد الوهاب بن أحمد السيد الشريف [١] بن نقيب الأشراف وأمّه الفاضلة البارعة زينب بنت الباعوني.

أخذ الفقه عن الشيخ برهان الدّين الطّرابلسي الحنفي المصري بها، وقرأ عليه مصنّفه في الفقه على طريقة المجمع، وتردّد إلى سيدي محمد بن عراق إلى أن توفي ليلة السبت في ربيع الأول بصالحية دمشق عن نحو ثلاثين سنة، وصلّي عليه بمدرسة أبي عمر ودفن بالروضة.

وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد الحصكفي الموصلي الشافعي [٢] العلّامة المفنّن المتقن.

قطن دمشق أولا مع أبيه، وقرأ بها على الشيخ عماد الدّين، المعروف بخطيب السّقيفة، والبرهان بن المعتمد، وغيرهما، وحجّ ماشيا، ثم قطن حلب، وقرأ بها على الفخر عثمان الكردي، والبدر السّيوفي، والشمس البازلي، وغيرهم، ودرّس بها، وأفاد وأفتى، وجلس بمكتب الشهادة بحلب تحت قلعتها، وتردد الطلبة إلى وتلقى منه جمع جمّ من الأفاضل، حتّى ترقى بعضهم إلى الإفادة، ثم لما أبطلت الدولة العثمانية مكاتب الشهود ترك ذلك وأقبل على الاشتغال والإشغال، وكان له يد طولى في النحو، والصّرف، والمنطق، والعروض، والقوافي، وله تقرير حسن في الفقه ومشاركة كلّية في الأدب.

وشعره لطيف منه:

تمرّ الليالي والحوادث تنقضي ... كأضغاث أحلام ونحن رقود

وأعجب من ذا أنّها كلّ ساعة ... تجدّ بنا سيرا ونحن قعود

وله ملغزا:


[١] ترجمته في «متعة الأذهان» (ق ٥٨) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٥٧) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٦٤- ٢٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>