للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جأشه جهلة عساكره الذين جمعهم من القرى، وقالوا: نحن فينا كفاية.

قال الحمصي: وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر صفر أمر جان بردي الغزالي أن يخطبوا له بالسلطنة ويلقّبوه بالأشرف، وصلى بالجامع الأموي في المقصورة، وخطب له بالأشرف، ووقف على المقصورة بساط في اليوم المذكور.

قال: وفي يوم السبت جمع مشايخ الحارات بالجامع الأموي وحلّفهم أن لا يخونوه، وأن يكونوا معه على كلمة واحدة، ثم خرج يوم الثلاثاء سابع عشريه هو والعساكر وأهل الحارات إلى مسطبة السلطان بالقابون، ووصل العسكر العثماني إلى القصير، وعدّته اثنان وستون ألفا باشهم الوزير الثالث فرحات، وصحبته نائب حلب قراجا باشا، والأمير شاه سوار، وقاضي القضاة ولي الدّين بن فرفور، وقد أعيد إلى القضاء على عادته. وكان صحبة الغزالي الأمير يونس بن القواس بعشيره والأمير عمر بن العزقي بعشيره، فالتقى العسكران بين دوما، وعيون فاسريا، والقصير، ففرّ ابن القواس بعشيره، وثبت الغزالي وقليل ممن معه، فقتلوا وقتل معه عمر بن العزقي، واستأصل جميع عسكره الأسافل، وذكروا أن عدة القتلى كانت سبعة آلاف، ثم دخل العسكر العثماني دمشق، فرأوا الأبواب مفتحة، وسلّمهم ابن الأكرم مفاتيح القلعة، ولو قصدوا قتل العوام لفعلوا، وكان ذلك يوم الثلاثاء سابع عشري صفر.

وفيها بدر الدّين حسن بن عيسى بن محمد الفلوجي البغدادي الأصل، العالم الحنفي [١] .

قال في «الكواكب» : اشتغل قليلا على الزّيني ابن العيني، واعتنى بالشهادة، ثم تركها، وحصّل دنيا واسعة، وحجّ سنة عشرين، وجاور، وولي نظر الماردانية والمرشدية، ونزل له أخوه شمس الدّين عن تدريسها وعدة مدارس، ولم يكن فيه أهليّة، فتفرقها الناس، مع أنه كان كثير الشرّ كما قال ابن طولون.

ومات يوم الثلاثاء تاسع عشر صفر، ودفن يوم الأربعاء بالسفح.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٨١- ١٨٢) و «متعة الأذهان» الورقة (٣٦/ ب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>