للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغزاوي، وزين الدّين مفلح بن عبد الله الحبشي المصري ثم الدمشقي، ولبس منه خرقة التصوف، وأخذ عن البدر بن قاضي شهبة، والشّهاب بن قرا. وقرأ على البرهان البقاعي مصنّفه المسمى ب «الأيذان» ، وأجاز له به، وبما يجوز [١] له وعنه روايته، وشيوخه كثيرة، ذكرهم في تواريخه.

وألّف كتبا كثيرة، منها «الدارس في تواريخ المدارس» [٢] . ومنها «تذكرة الإخوان في حوادث الزمان» و «التبيين في تراجم العلماء والصالحين» و «العنوان في ضبط مواليد ووفيات أهل الزمان» و «القول البين [٣] المحكم في إهداء القرب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم» و «تحفة البررة في الأحاديث المعتبرة» و «إفادة النّقل في الكلام على العقل» وغير ذلك.

وتوفي- كما قال ولده المحيوي يحيى- وقت الغداء يوم الخميس رابع جمادى الأولى ودفن بالحمرية، رحمه الله تعالى.

وفيها- وقيل في سنة عشر وتسعمائة وقيل سنة [٤] سبع عشرة ولعله الصحيح- علي النّبتيتي [٥] الشافعي الشيخ الإمام العلّامة ولي الله تعالى العارف به البصير بقلبه المقيم ببلدته نبتيت من أعمال مصر.

كان رفيقا للقاضي زكريا في الطلب والاشتغال، وبينهما أخوة أكيدة، وأخذ العلم عن جماعة، منهم الكمال إمام الكاملية. وكان النّبتيتي من جبال العلم، متضلعا من العلوم الظّاهرة والباطنة، وله أخلاق شريفة، وأحوال منيفة، ومكاشفات


[١] في «ط» : «وبما تجوز» .
[٢] المعروف في اسمه: «الدارس في تاريخ المدارس» وقد نشره المجمع العلمي العربي بدمشق منذ سنوات طويلة في مجلدين بتحقيق الأمير جعفر الحسني، وقد حصل فيها الكثير من التحريف والتصحيف.
ويقوم بإعادة تحقيقة الآن الأخ الأستاذ أحمد فائز الحمصي بتكليف من مؤسسة الرسالة ببيروت.
[٣] في «ط» : «المبين» .
[٤] لفظة «سنة» سقطت من «ط» .
[٥] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٨١- ٢٨٢) و «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ١٨٨) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٢٤- ١٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>