للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لطيفة، وكان يغلب عليه الخوف والخشية، حتّى كأن النار لم تخلق إلّا له وحده، وكان الناس يقصدونه للعلم، والإفتاء، والإفادة، والتبرّك، والزيارة، من سائر الآفاق.

وكانت ترفع إليه المسائل المشكلة من مصر، والشام، والحجاز، فيجيب عنها نظما ونثرا.

وكانت نصوص الشافعي وأصحابه كأنّها نصب عينيه.

وكان مخصوصا في عصره بكثرة الاجتماع بالخضر.

قال الشعراوي: كان وقته كله معمورا بالعلم والعبادة ليلا ونهارا. وكان يقول: لا يكمل الرجل في العقل إلّا إن كان [١] كاتب الشمال لا يجد شيئا من أعماله يكتبه.

وله مناقب كثيرة.

ومن شعره- رضي الله تعالى عنه-:

وما لي لا أنوح على خطائي ... وقد بارزت جبّار السماء

قرأت كتابه وعصيت سرّا ... لعظم بليّتي ولشؤم دائي

بلائي لا يقاس به بلاء ... وأعمالي تدلّ على شقائي

فيا ذلّي إذا ما قال ربّي ... إلى النّيران سوقوا ذا المرائي

فهذا كان يعصيني جهارا ... ويزعم أنّه من أوليائي

تصنّع للعباد ولم يردني ... وكان يريد بالمعنى سوائي

في أبيات أخر [٢] .

توفي يوم عرفة ببلدة ودفن بها، وقبره بها يزار.


[١] لفظة «كان» سقطت من «ط» .
[٢] وهي أربعة أبيات ذكرها الشعراني في «الطبقات الكبرى» وقد استحسنت ذكرها لما فيها من العبرة لمن يعتبر:
فيا ربّي عبيد مستجير ... يروم العفو من ربّ السماء
حقير ثم مسكين فقير ... بنبتيت أقام على الرّياء
عليّ باسمه في الناس يعرف ... وما يدري اسمه حال ابتداء
فآنسه إذا أمسى وحيدا ... رهين الرّمس في لحد البلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>