للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في «الكواكب» : الشيخ الفاضل اليمني الشافعي، نزيل دمشق. كان من أصحاب شيخ الإسلام الوالد. حضر دروسه، وشملته إجازته، وكان قد عزم على قراءة «المنهاج» عليه وعلى غيره فعاجلته المنية.

وفيها المولى الفاضل بالي الإيديني الرومي الحنفي [١] .

أخذ العلم عن علماء عصره، واتصل بخدمة المولى خطيب زاده، ثم بخدمة المولى سنان جلبي، ثم تنقّل في التدريس حتّى صار مدرسا بإحدى الثمانية، ثم تقاعد عنها بثمانين عثمانيا، ثم أعطي قضاء بروسا، ثم أعيد إلى إحدى الثمانية، ثم ولي قضاء بروسا ثانيا، ثم أعيد إلى إحدى الثمانية، واستمر بها إلى أن مات.

وكانت له مشاركة جيدة في سائر العلوم، قادرا على حلّ غوامضها. قويّ الحفظ، مكبا على الاشتغال، حتّى سقط مرّة عن فرسه فانكسرت رجله، فاستمر ملقى على ظهره أكثر من شهرين، ولم يترك الدرس، وألّف رسالة أجاب فيها عن إشكالات سيدي الحميدي.

وتوفي في هذه السنة ودفن عند مسجده بالقسطنطينية.

وفيها زين الدّين بركات بن أحمد بن محمد بن يوسف، الشهير بابن الكيّال الشافعي [٢] الصّالح الواعظ.

كان في ابتداء أمره تاجرا، ثم ترك التجارة بعد أن ترتّبت عليه ديون كثيرة، ولازم الشيخ برهان الدّين النّاجي زمانا طويلا، وانتفع به.

قال الحمصي: قرأ عليه «صحيح البخاري» كاملا، وكتبا من مصنّفاته، ودرّس بالجامع الأموي في علم الحديث، وكان متقنا، محرّرا، وخرّج أحاديث «مسند الفردوس» وانتفع الناس به وبوعظه وحديثه.

وقال ابن طولون: رأس بعد موت شيخه، ولازم الجامع الأموي تجاه


[١] ترجمته في «الطبقات السنية» (٢/ ٢٢٧- ٢٢٨) و «الكواكب السائرة» (١/ ١٦٣- ١٦٤) .
[٢] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (٣٠/ ب) و «الكواكب السائرة» (١/ ١٦٥- ١٦٧) و «الأعلام» (٢/ ٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>