للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، وحفظ «جامع المختصرات» ثم اشتغل فيها على أبي القاسم بن [١] محمد مريغد [٢] ثم انتقل إلى بيت الفقيه ابن عجيل، فأخذ فيها على شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جعمان وغيره، ثم ارتحل إلى زبيد واشتغل فيها بالفقه على العلّامة أبي حفص الفتى، ونجم الدّين المقري بن يونس الجبائي، وبهما تخرّج وانتفع، وأخذ الأصول عن الشيفكي والجبائي، والحديث عن الحافظ يحيى العامري، وغيره، والفرائض عن الموفق الناشري وغيره، وبرع في علوم كثيرة، وتميّز في الفقه، حتى كان فيه أوحد وقته.

ومن مصنّفاته «العباب» في الفقه، وهو كاسمه، اشتهر في الآفاق، وكثر الاعتناء به، وشرحه غير واحد من الأعلام، منهم ابن حجر الهيتمي [٣] ، ومنها «تجريد الزوائد وتقريب الفوائد» وكتاب «تحفة الطلّاب» و «منظومة الإرشاد» في خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتا، وزاد على الإرشاد شيئا كثيرا، وله غير ذلك.

وتفقه به خلائق كثيرون، منهم أبو العبّاس الطّنبذاوي، والحافظ [ابن] الدّيبع، والعلّامة بحرق.

وله شعر حسن منه:

لا تصحب المرء إلا في استكانته ... تلقاه سهلا أديبا ليّن العود

واحذره إن كانت الأيام دولته ... لعلّ يوليك خلقا غير محمود

فإنّه في مهاو من تغطرسه ... لا يرعوي لك إن عادى وإن عودي

وقل لأيّامه اللاتي قد انصرمت ... بالله عودي علينا مرّة عودي

ومنه:

قلت للفقر أين أنت مقيم ... قال لي: في محابر العلماء

إنّ بيني وبينهم لإخاء ... [وعزيز عليّ قطع الإخاء] [٤]


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «أبي» والتصحيح من «النور السافر» .
[٢] في «النور السافر» : «ابن مريفد» .
[٣] تصحفت في «ط» إلى «الهيثمي» بالثاء.
[٤] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>