للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي فجر يوم الأحد سلخ ربيع الآخر بمدينة زبيد.

وفيها الشّهاب أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الكناني الحوراني، المقرئ الحنفي الغزّي [١] نزيل مكّة.

ولد في حدود الستين وثمانمائة بغزّة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، و «مجمع البحرين» و «طيبة النشر» وغيرها. واشتغل بالقراءات وتميّز فيها، وفهم العربية، وقطن بمكة ثلاث عشرة سنة، وتردّد إلى المدينة، واليمن، وزيلع، وأخذ عن جماعة فيها وفي القاهرة.

قال السخاوي: قد لازمني في الدراية والرواية، وكتبت له إجازة، وسمعته ينشد من نظمه:

سلام على دار الغرور لأنّها ... مكدّرة لذّاتها بالفجائع

فإن جمعت بين المحبين ساعة ... فعمّا قليل أردفت بالموانع

قال: ثم قدم القاهرة من البحر في رمضان سنة تسع وثمانين، وأنشدني في الحريق والسّيل الواقع بالمدينة وبمكة قصيدتين من نظمه، وكتبهما لي بخطه، وسافر لغزّة لزيارة أمّه، وأقبل عليه جماعة من أهلها. انتهى أي، وتوفي بها.

وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد المغربي التّونسي المشهور بالتّبّاسي- بفتح المثناة الفوقية، وتشديد الموحدة، ويقال الدّباسي بالدال المهملة- المالكي [٢] العارف بالله تعالى، شيخ سيدي علي بن ميمون.

كان والده من أهل الثروة والنّعمة، فلم يلتفت إلى ذلك بل خرج عن ماله وبلاده، وتوجه إلى سيدي [٣] أبي العبّاس أحمد بن مخلوف الشّابي- بالمعجمة والموحدة- الهدلي القيرواني والد سيدي عرفة، فخدمه، وأخذ عنه الطريق، ثم أقبل على العبادة والاشتغال والإشغال، حتّى صار شيخ ذلك القطر.


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ٣٠٩) و «الطبقات السّنية» (١/ ٣٥٧) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٢٨- ١٢٩) .
[٣] في «آ» : «لسيدي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>