للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها بدر الدّين محمد بن أبي بكر المشهدي المصري [١] الشافعي العلّامة المسند.

ولد سنة اثنتين وستين وثمانمائة، وسمع على المسند أبي الخير الملتوتي، وابن الجزري، والخيضري، وأخذ عن الشّهاب الحجازي الشاعر، والرّضي الأوجاقي، وغيرهما. وأجاز له ابن بلال المؤذن في آخرين من حلب، وسمع على جماعة من أصحاب شيخ الإسلام ابن حجر، وابن عمه شعبان، وغيرهما ودرّس.

وأسمع قليلا وناب في مشيخة سعيد السعداء الصّلاحية عن ابن نسيبه.

وكان علّامة عاقلا، دينا، دمث الأخلاق، غير أنه كان ممسكا حتّى عن نفسه، وفي مرض موته كما قال العلائي.

وقال الشعراوي: كان عالما، صالحا، كثير العبادة، محبّا للخمول، إن رأى أحدا يقرأ عليه [فتح له] [٢] ، وإلّا أغلق باب داره. قال: فقلت له يوما: ما أصبرك يا سيدي على الوحدة، فقال: من كان مجالسا لله فما ثم وحدة. قال: وكان يقول:

مدح الناس للعبد قبل مجاوزته للصّراط كلّه غرور. انتهى.

وتوفي يوم الاثنين سابع [ذي] القعدة ودفن في تربة الصلاحية بباب النصر، وهو آخر ذريّة ابن خلّكان فيما يعلم، ولم يعقّب.

وفيها شمس الدّين محمد السروي، المشهور بابن أبي الحمائل [٣] .

قال المناوي في «طبقاته» : العارف الكبير، الكامل الغيث، الهامع الشامل، زاهد قطف كروم الكرامات، وعارف وصل إلى أعلى المقامات.

كان طودا عظيما في الولاية، وملجأ وملاذا للطلّاب [٤] الهداية.

أخذ عنه خلق كالشناوي [٥] ، والحديدي، والعدل، وأضرابهم.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٧- ٢٨) .
[٢] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٩- ٣٠) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٢٦- ١٢٧) .
[٤] في «ط» : «لطالب» .
[٥] في «ط» : «كالثناوي» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>