للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان حافظا لكتاب الله تعالى، له همّة مع الطلبة، ومهابة، ومودّة للخاص والعام، ونفس غنيّة.

وكان متقللا من الوظائف، وتمنّى الموت لفتنة حصلت له [في الدّين] [١] لما دخلت الدولة العثمانية.

ومن شعره يشير إلى ذلك:

ليت شعري من على الشام دعا ... بدعاء خالص قد سمعا

فكساها ظلمة مع وحشة ... فهي تبكينا ونبكيها معا

قد دعا من مسّه الضّرّ من ال ... ظّلم والجور اللّذين اجتمعا

فعلا الحجب الدّعا فانبعثت ... غارة الله بما قد وقعا

فأصاب الشّام ما حلّ بها ... سنّة الله الذي قد أبدعا

وتوفي نهار الأحد خامس عشر صفر ودفن بباب الصغير.

وفيها السيد علاء الدّين علي بن محمد الحسيني العجلوني ثم البروسوي، المعروف بالحديدي خليفة [٢] الشيخ العارف بالله تعالى أبي السعود الجارحي.

توطن بروسا من بلاد الرّوم نحو ثلاثين سنة، ثم حجّ، وعاد إلى القاهرة، وكان له عبث بعلم الوفق والأسماء وصناعة الكيمياء. وكان له أسانيد عالية، رحمه الله تعالى.

وفيها محيي الدّين محمد بن سعيد الشيخ الإمام العلّامة، المعروف بابن سعيد [٣] .

قدم دمشق فصار إماما لنائبها قصروه، وقرأ عليه عدة من الأفاضل، وصارت له كلمة مسموعة.


[١] ما بين القوسين سقط من «ط» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٠٠) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>