للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطي سلطانية بروسا، ثم ولي قضاء الشام، ثم عزل منها بعد إقامته بها شهرين وأربعة أيام، ثم أتاه أمر باستمراره في دمشق مفتشا على الأوقاف.

وكان محافظا على الصلاة بالجماعة في الجامع الأموي، لا يحب أحدا يمشي أمامه على هيئة الأكابر، وصار بعد عوده إلى الرّوم مدرّسا بإحدى الثمانية بثمانين درهما.

وكان عالما، عاملا، مدقّقا، ماهرا في العلوم العقلية، بعيدا عن التكلّف، صحيح العقيدة، رحمه الله تعالى.

وفيها- ظنّا- جان التبريزي الشافعي، المعروف بميرجان الكبابي [١] ، القاطن بحلب.

قال في «الكواكب» : كان عالما، كبيرا سنيا، صوفيا، قصد قتله شاه إسماعيل صاحب تبريز لتسنّنه، فخلع العذار، وطاف في الأزقة كالمجنون، ثم صار على أسلوب الدراويش.

وقال ابن الحنبلي: زرته بحلب في العشر الرابع من القرن، وهو بحجرة ليس فيها إلّا الحصير. ومن لطيف ما سمعته منه السوقية كلاب سلوقية.

وفي تاريخ ابن طولون المسمى «مفاكهة الإخوان» [٢] : وفي يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان- يعني سنة أربع وثلاثين- قدم دمشق عالم الشرق مرجان القبالي التبريزي الشافعي، وقيل: إنه كان إذا طلع محلّ درسه نادى مناد في الشوارع: من له غرض في حلّ إشكال فليحضر عند المنلا فلان. قال: ووقفت له على تفسير عدة آيات على طريقة نجم الدّين الكبرى في «تفسيره» . قال: وعنده اطلاع. انتهى


[١] ترجمته في «در الحبب» (١/ ١/ ٤٣٦- ٤٣٧) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٣٢) .
[٢] تنبيه: كذا سماه المؤلف رحمه الله «مفاكهة الإخوان» متابعا بذلك الغزّي صاحب «الكواكب السائرة» وقد وهما في ذلك، والصواب في اسمه «مفاكهة الخلان في حوادث الزمان» وقد طبع القسم الموجود منه في مصر بتحقيق الأستاذ محمد مصطفى وينتهي في أثناء أحداث سنة (٩٢٦ هـ) وما ورد في كتابنا هنا نقلا عن «الكواكب السائرة» لم يرد فيه للخرم الذي حصل فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>