للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حائل ولا يتغالى في ملبسه، ولا يبالي به.

وكان يقول من تعاطى الأوقاف فقد تحمل أحدا أوقاف [١] . انتهى ملخصا.

وفيها الشيخ علوان علي بن عطية بن الحسن بن محمد بن الحداد الهيتي الحموي الشافعي الصّوفي الشّاذلي [٢] الإمام العلّامة الفهامة، شيخ الفقهاء والأصوليين، وأستاذ الأولياء والعارفين [٣] .

سمع على الشمس البازلي كثيرا من «البخاري» و «مسلم» وعلى نور الدّين بن زهرة الحنبلي الحمصي.

وأخذ عن القطب الخيضري، والبرهان النّاجي، والبدر حسن بن شهاب الدمشقيين، وغيرهم من أهلها. وعن ابن السّلامي الحلبي، وابن الناسخ الطرابلسي، والفخر عثمان الدّيمي المصري.

وقرأ على محمود بن حسن البزوري الحنوي، ثم الدمشقي الشافعي.

وأخذ طريقة التصوف عن سيدي علي بن ميمون المغربي.

قال المترجم: اجتمعت به بحماة، وكنت أعظ من الكراريس بأحاديث الرقائق ونوادر الحكم، فقال: يا علوان عظ من الرأس ولا تعظ من الكرّاس، فلم أعبأ به، فأعاد القول ثانيا وثالثا، فتنبهت عند ذلك وعلمت أنه من أولياء الله تعالى، فأتيت في اليوم القابل فإذا بالسيد في قبالتي. قال: فابتدأت غيبا، وفتح الله عليّ، واستمر الفتح إلى الآن.

قال: وأمرني بمطالعة «الإحياء» [٤] وأخذت عنه طريق الصوفية.

وبالجملة، فقد كان سيدي علوان ممن أجمع الناس على جلالته، وتقدمه، وجمعه بين العلم والعمل، وانتفع الناس به وبتآليفه في الفقه، والأصول، والتصوف.


[١] قاف: بلفظ أحد الحروف المعجمة. قيل: هو الجبل المحيط بالأرض. انظر «مراصد الاطلاع» (٣/ ١٠٥٩) .
[٢] ترجمته في «در الحبب» (١/ ٢/ ٩٦١- ٩٧٨) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٠٦- ٢١٣) و «الأعلام» (٤/ ٣١٢- ٣١٣) .
[٣] في «ط» : «وأستاذ الأولياء العارفين» بإسقاط الواو التي بين اللفظتين.
[٤] يعني «إحياء علوم الدّين» للإمام الغزالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>