للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب نسختين من مؤلّفه المسمى ب «الدرّ النّضيد في أدب المفيد والمستفيد» واجتمع به في ذهابه إلى الروم سنة ست وثلاثين، ثم رجع الوالد سنة سبع وثلاثين فوجده قد مات بحمص. انتهى.

وفيها المولى عبيد الله بن يعقوب المولى الفاضل الحنفي [١] أحد الموالي الرّومية، سبط الوزير أحمد باشا بن الفناري.

قال في «الشقائق» : قرأ على علماء عصره، واشتغل بالعلم غاية الاشتغال، ثم وصل إلى خدمة الفاضل مصلح الدّين اليارحصاري، ثم انتقل إلى خدمة الشيخ محمود قاضي العسكر المنصور، ثم صار قاضيا بحلب.

وكان فاضلا، ذكيا، له مشاركة في العلوم، ومعرفة تامة بعلم القراءات، قوي الحفظ، حفظ القرآن العظيم في ستة أشهر.

[وكان] صاحب أخلاق حميدة جدا، من الكرم في غاية لا يمكن المزيد عليها، ملك كتبا كثيرة، وهي على ما يروى عشرة آلاف مجلد. قال: ورأيت له شرحا للقصيدة المسمّاة ب «البردة» .

وقال: ابن الحنبلي: وكان له مدة إقامته بحلب شغف بجمع الكتب، سمينها وغثّها، جديدها ورثها، حتى جمع منها ما يناهز تسعة آلاف مجلد، وجعل فهرستها مجلدا مستقلا، ذكر فيه الكتاب، ومن ألّفه.

وكان مع أصالته. فاضلا سيما في القراءات [٢] ، عارفا باللّسان العربي [والعبراني] [٣] ، سخيا [معطاء، يسامح في كثير من رسوم المحكمة] [٣] معتقدا في الصوفية، كثير التردد إلى مجلس الشيخ علي الكيزواني [٤] لتقبيل يده، من غير


[١] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٧٧- ٢٧٨) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «در الحبب» (١/ ٢/ ٨٨٠- ٨٨٣) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٨٨) .
[٢] في «در الحبب» : «سيما في القراءة» .
[٣] ما بين الحاصرتين مستدرك من «در الحبب» مصدر المؤلّف.
[٤] هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الكيزوانيّ ويقال له: الكازواني- نسبة إلى كازوا- وهو الصحيح- إلا أنه اشتهر بالأول أيضا، حتى كان يقول: أنا الكيزوانيّ- الشيخ العابد المسلّك العارف بالله تعالى. مات سنة (٩٥٥ هـ) وسوف يترجم المؤلف له في وفيات سنة (٩٥٥) من هذا المجلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>