للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالعيش في الدّنيا كلّذة حالم ... وسواك يا مولاي ليس بدائم

وإليك مرجعنا بأمر جازم ... فلئن رحمت فأنت أكرم راحم

وبحار جودك يا إلهي زاخره ... يا ربّ إن الدّهر أبلى جدّتي

وعصيت في جهل الشّباب وجدّتي [١] ... فإذا تصرّم ما بقي من مدّتي

آنس مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره

إن كنت ترحم من مضت أعوامه ... في لهوه حتّى نمت آثامه

والعفو منك رجاؤه ومرامه ... فأنا المسكين الذي أيّامه

ولّت بأوزار غدت متواترة ... فبوجهك الباقي وعزّ جلاله

ومحمّد سرّ الوجود وآله [٢] ... رفقا بمن أنت العليم بحاله

وتولّه باللطف عند مآله ... يا مالك الدّنيا وربّ الآخره

توفي يوم الأربعاء سابع عشر صفر.

وفيها أقضى القضاة علاء الدّين علي بن أحمد بن محمد بن عزّ الدّين الصغير بن عزّ الدّين بن محمد الكبير بن خليل الحاضري الأصل الحنفي [٣] .

أخذ عن الشمس الدلجي وغيره، وجلس بمكتب العدول على باب جامع حلب الشرقي، وناب بمحكمة الجمالي يوسف بن إسكندر الحنفي، وكتب بخطه كثيرا من الكتب العلمية، ووعظ بجامع حلب.


[١] في «آ» : «وحدتي» بالحاء المهملة.
[٢] أقول: هذا توسل بجاه النبي صلّى الله عليه وسلم، وينبغي أن يتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ٧: ١٨٠ [الأعراف: ١٨٠] كما فعل ذلك سلفنا الصّالح رحمهم الله تعالى (ع) .
[٣] ترجمته في «در الحبب» (١/ ٢/ ٩١٥- ٩١٦) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>