للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي في يوم عرفة بعد وفاة الشيخ شهاب الدّين الهندي بأشهر، فقال ابن الحنبلي يرثيهما:

ثوى [١] شيخنا الهنديّ في رحب رمسه ... ففاضت دموعي من نواحي محاجري [٢]

ومن بعده مات الإمام الخناجري ... وبان فكم من غصّة في الحناجر

وفيها المولى محيي الدّين محمد بن قاسم الرّومي الحنفي [٣] الإمام العلّامة، أحد موالي الرّوم.

ولد بأماسية وترقّى في التداريس، حتّى درّس بإحدى الثمان، ثم أعطي مدرسة السلطان بايزيد بأماسية، ثم السليمانية بجوار أيا صوفيا، وهو أول مدرّس بها، ثم أعيد إلى إحدى الثمان، ومات وهو مدرّس بها [٤] بثمانين عثمانيا.

وكان عالما، صالحا، محبا للصوفية، مشتغلا بنفسه، قانعا، مقبلا على العلم والعبادة، وله مهارة في القراآت والتفسير، واطلاع على العلوم الغريبة كالأوفاق، والجفر، والموسيقا، مع المشاركة في كثير من العلوم.

وكان له يد في الوعظ والتذكير، وصنّف كتاب «روضة الأخيار» [٥] في علوم المحاضرات، و «حواشي على شرح الفرائض» للسيد، و «حواشي على أوائل شرح الوقاية» لصدر الشريعة.

وتوفي في هذه السنة وصلّي عليه وعلى ابن كمال باشا بجامع دمشق يوم الجمعة ثاني [ذي] القعدة.

وفيها شمس الدّين محمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الغنيّ الزّحلي [٦] الشافعي الفاضل، أحد مباشري الجامع الأموي.


[١] في «الكواكب السائرة» : «توفي» .
[٢] تحرفت في «الكواكب السائرة» إلى «خناجري» فلتصحح.
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٣٧- ٢٣٨) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٥٧- ٥٨) .
[٤] لفظة «بها» سقطت من «ط» .
[٥] في «ط» : «الأخبار» .
[٦] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>